للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اللهم كبرت سني وضعفت قوتي وانتشرت رعيتى فاقبضني غير مضيع ولا مفرط

(قوله ولكن ليقل اللهم أحيني الخ) أي إن كان من نزل به الضر لا بد طالبًا الموت فلا يطلبه مطلقًا بل مقيدًا بالتفويض والتسليم لعلم الله تعالى كأن يقول اللهم أحيني الخ أي أبقني مدة كون الحياة خيرًا لي من الموت: كأن تكون الطاعة غالبة على المعصية والأزمنة خالية من الفتنة, وتوفني إذا كان الموت خير لي من الحياة كأن يكون الأمر على خلاف ما ذكر. ولما كانت الحياة حاصلة عبر في جانبها بما المصدرية الظرفية الدالة على حصول مدخولها واستمراره بخلاف الموت فإنه لما لم يكن واقعًا وقت الدعاء عبر في جانبه بالشرط الدال على التعليق

(فقه الحديث) دل الحديث على كراهية الدعاء بالموت لضر دنيوي. وعلى أنه ينبغي للعبد أن يختار من الدعاء ما هو خير. وعلى طلب التفويض في ذلك لله تعالى

(والحديث) أخرجه أيضًا مسلم والنسائي والترمذي بلفظ: لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به فإن كان لا بد متمنيًا فليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خير لي وتوفني إذا كانت الوفاة خير لي

(ص) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ نَا أَبُو دَاوُدَ نَا شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- قَالَ "لاَ يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ". فَذَكَرَ مِثْلَهُ.

(ش) (أبو داود) الطيالسي كما صرح به في بعض النسخ. و (شعبة) بن الحجاج

(قوله فذكر مثله) أي ذكر قتادة بن دعامة عن أنس مثل رواية عبد العزيز بن صهيب عن أنس, وأخرج البخاري ومسلم نحوه عن شعبة عن ثابت عن أنس بلفظ: لا يتمنين أحدكم الموت لضر أصابه فإن كان لا بد فاعلًا فليقل اللهم أحيني ما كانت الحياة خير لي وتوفني إذا كانت الوفاة خير لي وأخرج نحوه النسائي من طريق يونس عن ثابت عن أنس

[باب موت الفجاءة]

بضم الفاء والمد وفي بعض النسخ "باب في موت الفجأة" بفتح وسكون بلا مد أي البغتة: يقال فجئت الرجل أفجأه من باب تعب إذا جئته بغته من غير تقدم سبب والاسم الفجأءة بضم الفاء والمد والفجأه بفتح فسكون بلا مد أيضًا, ويقال فجئه الأمر من باب تعب ونفع

(ص) حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ نَا يَحْيَى عَنْ شُعْبَةَ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ تَمِيمِ بْنِ سَلَمَةَ أَوْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ خَالِدٍ السَّلَمِيِّ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- قَالَ

<<  <  ج: ص:  >  >>