للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[باب في صوم المحرم]

أي في الترغيب في الصيام فيه

(ص) حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَالاَ نَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ أَبِى بِشْرٍ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ: أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ, وَإِنَّ أَفْضَلَ الصَّلاَةِ بَعْدَ الْمَفْرُوضَةِ صَلاَةٌ مِنَ اللَّيْلِ: لَمْ يَقُلْ قُتَيْبَةُ شَهْرِ قَالَ رَمَضَانَ.

(ش) (أبو عوانة) الوضاح بن عبد الله الواسطي. و (أبو بشر) جعفر بن أبي وحشية

(قوله أفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله المحرم) إضافة الشهر إلى الله تعالى إضافة تشريف (وظاهر الحديث) أن المراد بشهر المحرم الشهر بتمامه. ويؤيده ما أخرجه الترمذي عن على أنه سمع رجلا يسأل رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم وهو قاعد فقال: يا رسول الله أيّ شهر تأمرني أن أصوم بعد شهر رمضان؟ فقال إن كنت صائما بعد شهر رمضان فصم المحرم فإنه شهر الله: فيه يوم تاب الله فيه على قوم ويتوب فيه على قوم آخرين. قال الترمذي حسن غريب "ولا ينافى" هذا ما أخرجه الترمذي من طريق صدقة بن موسى عن أنس قال: سئل رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم أي الصوم أفضل بعد رمضان؟ قال شعبان لتعظيم رمضان "لأنه ضعيف" لأن صدقة بن موسى فيه مقال: ويحتمل أن المراد الصوم في المحرم، أو خصوص يوم عاشوراء "ولا يعارضه" ما تقدم من أن صيام عرفة يكفر السنة التى قبله والتي بعده "لعدم التصريح فيه بالأفضلية" وأيضًا فإن صوم عاشوراء مطلوب من كل أحد. أما صوم عرفة فمكروه للحاج لما سيأتي أن النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم نهى عن صوم عرفة بعرفة

(قوله وإن أفضل الصلاة بعد المفروضة صلاة من الليل) أي في الليل، فمن بمعنى في (وظاهره) أن صلاة الليل أفضل من السنن الرواتب، لما فيها من المشقة والبعد من الرياء والسمعة والانقطاع عن الشواغل. وبهذا قال أبو إسحاق المروزي وجماعة. قال الطيبي: إن صلاة التهجد لو لم يكن فيها فضل سوى قوله تعالى {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} وقوله تعالى {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (١٦) فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} لكفاه مزية اهـ وقال أكثر العلماء الرواتب والوتر أفضل، لأنها تشبه الفرائض، لكن قال النووي الأول أقوى وأوفق

<<  <  ج: ص:  >  >>