للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(ش) (الرجال) (عبد الأعلى) بن عبد الأعلى تقدم بالأول ص ٦٩.

و(أبو السليل) بفتح السين المهمله وكسر اللام اسمه ضريب بالتصغير ابن نقير بالنون والقاف ويقال نفير بالفاء والراء, وقيل نفيل بن سمير الجريري البصري. روى عن زهدم الجرمي وأبي تميمه الهجيمي وعبد الله بن رباح وغنيم بن قيس وأرسل عن أبي ذر وأبي هريرة وابن عباس. وعنه جعفر بن حيان وسعيد الجريري وسليمان التميمي وعثمان بن غياث وغيرهم, وثقه ابن معين وابن حبان وابن سعد وقال في التقريب ثقه من السادسة روى له مسلم والأربعة

(معنى الحديث) (وقوله أبا المنذر) بحذف حرف النداء وقد صرح به في رواية مسلم وهي كنية لأبيّ بن كعب

(قوله أي آية معك الخ) أي أي آية من كتاب الله حال كونها محفوظه لك أعظم ثوابًا مما سواها. وسأل النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم أبيًا ليستطلع ما عنده فيظهر فضله وشرفه, وكان ممن حفظ القرآن كله في زمنه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم. ولعله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم كرر عليه السؤال بعد إن فوض أبيّ علم ذلك إلى الله تعالى ورسوله لأنه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم كان يعلم بطريق الوحي إنه يعلمها, ولم يجبه أبيّ أول مرة تادبًا, أولأنه رغب أن النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم يبين الجواب لأن كثرة الثواب والأجر لا دخل فيها للقياس, أولأنه جوز وجود ما هو أفضل مما يعرفه, فلما كرر عليه السؤال علم أن المراد سؤاله عما يعلمه فأجابه بذلك ويحتمل إنه لم يكن عنده علم بذلك أولًا فلما فوض وحسن تفويضه ألقى الله تعالى عليه ما علم به الجواب, فسأله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم ثانيًا ليظهر عليه سر ذلك العطاء فأجابه فزاده تثبيتًا وإمدادًا بضربه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم على صدره وهنأه بما منحه الله تعالى

(قوله الله لا إله إلا هو الخ) المراد بها الآية بتمامها. وكانت هذه الآية أعظم من غيرها من الآيات لأن التوحيد الذي استفيد منها لم يستفد من غيرها: فقد اشتملت على أمهات المسائل الدالة على ثبوت الكمالات لله تعالى ونفي النقائص. واحتوت على توحيد الله تعالى وتعظيمه وذكر أسمائه وصفاته العليا. واشتملت على سبعة عشر موضوعًا فيها اسم الله تعالى ظاهرًا في بعضها ومستترا في البعض الآخر ونطقت بأنه تعالى منفرد بالألوهيه حي واجب الوجود لذاته موجد لغيره منزه عن التحيز والحلول مبرأ عن التغير والفتور مالك الملك والملكوت ذو البطش الشديد العالم وحده بجلي الأشياء وخفيها وكليها وجزئيها واسع الملك والقدرة متعال عن كل ما لا يليق به عظيم لا تصل العقول والأفكار لكنه ذاته وصفاته.

فقوله الله إشارة إلى ذات الله وجلاله, والقيوم الذي يقوم بنفسه ولا يقوم به غيره وذلك غايه الجلال والعظمه, ولا تأخذه سنه ولا نوم تنزيه وتقديس له تعالى عن صفات الحوادث , والتقديس مما يستحيل

<<  <  ج: ص:  >  >>