رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم: لقد سأل الله باسمه الأعظم. وفي هذا دلالة على أن الاسم الأعظم هو لفظ الجلالة. وفيه ردّ على من نفى أن الله اسمًا أعظم, وقال إن أسماء الله كلها عظيمة لا تفاضل بينها, وأول لفظ الأعظم الوارد في الأخبار بأنه بمعنى عظيم. لكن لا حاجه إلى صرف الأحاديث عن ظاهرها فإنه لا مانع من تفضيل بعض الأسماء على بعض لسر يعلمه الله كما تقدم نظيره في تفضيل بعض الآيات والسور على بعض
(وهذه الرواية) أخرجها الإمام أحمد مطوله من طريق عثمان بن عمر عن مالك بن مغول عن ابن بريدة عن أبيه قال: خرج بريدة عشاء فلقيه النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم فأخذ بيده فأدخله المسجد, فإذا صوت رجل يقرأ, فقال النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم تراه مرائيًا فأسكته بريدة فإذا رجل يدعو فقال "اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله الذي لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد" فقال النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم "والذي نفسي بيده أو قال والذي نفس محمَّد بيده لقد سأل باسمه الأعظم الذي إذا سئل به أعطي وإذا دعى به أجاب" قال فلما كان من القابلة خرج بريدة عشاء فلقيه النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم فأخذ بيده فأدخله المسجد فإذا صوت الرجل يقرأ فقال النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم أتقوله مرائيًا؟ فقال بريده أتقوله مرائيًا يا رسول الله؟ فقال النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم لا بل مؤمن منيب لا بل مؤمن منيب, فإذا الأشعري يقرأ بصوت له جانب المسجد فقال رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم إن الأشعري أو إن عبد الله بن قيس أعطي مزمارًا من مزامير داود, فقلت ألا أخبره يا رسول الله؟ قال بلى أخبره فأخبرته فقال أنت لي صديق أخبرتني عن رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم بحديث