للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعبد الملك بن عمير وشعبة, وثقه ابن معين وذكره ابن حبان في الثقات. روى له مسلم وأبو داود والنسائي والبخاري في الأدب

(معنى الحديث)

(قوله كان يستحب الجوامع من الدعاء) أي يحب الدعاء بالكلمات التي تجمع خيري الدنيا والآخرة وتجمع الأغراض الصالحة والمقاصد الصحيحة. وقيل هي ما كان لفظها قليلًا ومعناها كثيرًا مثل "ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار" واللهم اكفني بحلالك عن حرامك واغنني بفضلك عمن سواك. واللهم ارزقني الراحة في الدنيا والآخرة واللهم إني أسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل, وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل: واللهم إني أسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم

(قوله ويدع ما سوى ذلك) أي يترك غير الجوامع من الدعاء

(والحديث) أخرجه أيضًا الحاكم

(ص) حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ عَنْ مَالِكٍ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- قَالَ "لاَ يَقُولَنَّ أَحَدُكُمُ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي إِنْ شِئْتَ لِيَعْزِمِ الْمَسْأَلَةَ فَإِنَّهُ لاَ مُكْرِهَ لَهُ".

(ش) (أبو الزناد) عبد الله بن ذكوان

(قوله لا يقولن أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت الخ) نهى رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم عن ذلك خشيه إيهام الإكراه لله, وهو منزه عن ذلك لأن التعليق بالمشيئه إنما يكون في حق من يتوجه عليه الإكراه أو خشيه إيهام استغناء السائل عن الله تعالى وعن المطلوب وهو باطل لاحتياج الخلق كلهم في جميع أمورهم إليه تعالى إذ لا تستعمل المشيئة إلا فيما لا يضطر إليه, أما ما يضطر إليه فإنه يجزم بحصوله له ولا يعلق على المشيئة أما في غير الدعاء فيعلق جميع ما يريد فعله على مشيئة الله تعالى لقوله تعالى "ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدًا إلا أن يشاء الله"

(قوله ليعزم المسألة) يعني ليجزم في دعائه بأن الله يجيبه ولا يعلق على المشيئة. وفي رواية لمسلم ليعزم في الدعاء فإن الله صانع ما شاء

(وفي الحديث) النهي عن التعليق بالمشيئة في الدعاء, وظاهر النهي التحريم, وبه قال ابن عبد البر وقال النووي هو للكراهية. وقال ابن بطال في الحديث أنه ينبغي للداعي أن يجتهد في الدعاء ويكون على رجاء الإجابة ولا يقنط من الرحمة فإنه يدعو كريمًا, وقد قال ابن عيينة لا يمنعن أحدًا الدعاء ما يعلم في نفسه (يعني من التقصير) فإن الله قد أجاب دعاء شر خلقه إبليس حين قال رب أنظرني إلى يوم يبعثون اهـ.

(والحديث) أخرجه أيضًا مالك في الموطأ والبخاري ومسلم وابن ماجه والترمذي والنسائي في

<<  <  ج: ص:  >  >>