للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نحوه للمصنف. قال ابن بكير إنه قول مالك ثم رجع إلى حديث يحيى بن سعيد عن القاسم. وقال ابن القاسم في الموطأ بإثر حديث يحيى وهذا الحديث أحب إليّ وبه أخذ أصحاب مالك إلا أشهب فإنه أخذ بحديث ابن عمر الآتي في باب من قال يصلي بكل طائفة ركعة ثم يسلم. ووجه تعلق مالك بحديث يزيد بن رومان ما تقدم وأنه مرفوع. أما حديث يحيى بن سعيد فموقوف. ووجه تعلقه به أن التغيير في صلاة الخوف يغتفر للضرورة. ولا ضرورة في انتظار الإمام الطائفة الثانية حتى يتموا صلاتهم ولا فائدة في ذلك لأنه زيادة في صلاة لا تدعو الضرورة إليها وذلك مفسد لها اهـ من الباجي.

ودعوى أنه لا فائدة في انتظار الإمام الطائفة الثانية غير مسلمة فإن فيه فائدة إحرازها فضيلة السلام مع الإمام كما أدركت الطائفة الأولى فضيلة الإحرام معه.

ولا فرق عند المالكية الآخذين بالكيفية التي في حديث يحيى بين أن يكون العدو في جهة القبلة أم لا.

وفرق الشافعي والجهور فحملوا حديث أبى عياش السابق أول صلاة الخوف على أن العدو كان أمام القبلة.

وحملوا أحاديث سهل بن أبي حثمة على أن العدو كان في غير جهة القبلة "وأما ما زعمه ابن حزم" من أنه لم يرد عن أحد من السلف القول بأن الإمام يسلم قبل أن تأتي الطائفة الثانية بالركعة الثانية "فمردود" بحديث الباب الموقوف على سهل

(ص) وَرِوَايَةُ عُبَيْدِ اللَّهِ نَحْوُ رِوَايَةِ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ وَيَثْبُتُ قَائِمًا.

(ش) أي أن رواية عبيد الله بن عمر مثل رواية يحيى بن سعيد الأنصاري فقد قال عبيد الله في روايته ويثبت الإمام قائمًا كما قال يحيى بن سعيد. ورواية عبيد الله وصلها ابن جرير في تفسيره قال حدثنا محمد بن عبد الأعلى ثنا معتمر بن سليمان قال سمعت عبيد الله عن القاسم بن محمد عن صالح بن خوات عن رجل من أصحاب النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم أنه قال صلاة الخوف أن تقوم طائفة من خلف الإمام وطائفة يلون العدو فيصلي الإمام بالذين خلفه ركعة ويقوم قائمًا فيصلي القوم إليها ركعة أخرى ثم يسلمون فينطلقون إلى أصحابهم ويجئ أصحابهم والإمام قائم فيصلي بهم ركعة فيسلم ثم يقومون فيصلون إليها ركعة أخرى ثم ينصرفون اهـ

فمن قال إن المراد بقوله ورواية عبيد الله رواية عبيد الله بن معاذ العنبري المتقدمة في الباب السابق فلم يتحر الصواب

(باب مَنْ قَالَ يُكَبِّرُونَ جَمِيعًا وَإِنْ كَانُوا مُسْتَدْبِرِي الْقِبْلَةِ)

(ثُمَّ يُصَلِّي بِمَنْ مَعَهُ رَكْعَةً ثُمَّ يَأْتُونَ مَصَافَّ أَصْحَابِهِمْ وَيَجِئُ الآخَرُونَ)

(فَيَرْكَعُونَ لأَنْفُسِهِمْ رَكْعَةً ثُمَّ يُصَلِّي بِهِمْ رَكْعَةً ثُمَّ تُقْبِلُ الطَّائِفَةُ الَّتِى كَانَتْ)

(مُقَابِلَ الْعَدُوِّ فَيُصَلُّونَ لأَنْفُسِهِمْ رَكْعَةً وَالإِمَامُ قَاعِدٌ ثُمَّ يُسَلِّمُ بِهِمْ كُلِّهِمْ جَمِيعًا.)

هذه كيفية ثالثة لصلاة الخوف والعدو في غير جهة القبلة وهي أن يكبر الإمام والمأمومون

<<  <  ج: ص:  >  >>