للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منصور. وفي رواية أحمد من طريق الثوري عن منصور. وهذا أرجح لاتفاق من ذكر عليه مما في رواية النسائي من طريق عبد العزيز بن عبد الصمد عن منصور عن مجاهد من أن سجود الصف الأخيركان بعد تبادل الصفوف. ولفظه ثم سجد الذين يلونه وتأخر هؤلاء الذين يلونه وتقدم الآخرون فسجدوا. لانفراد عبد العزيز بن عبد الصمد وإن كان أحفظ وأوعى من جرير ابن عبد الحميد في سند المصنف

(قوله فلما جلس والصف الذي يليه) أي جلس النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم والصف الذي خلفه للتشهد. فالصف مرفوع عطفًا على فاعل جلس أو مبتدأ والخبر محذوف أي كذلك. وهو أولى من النصب على أنه مفعول معه لما يلزم عليه من جعل الأشرف تابعًا لغيره ولإيهامه أنهم ساووه في بدء الجلوس وليس كذلك لأن مساواة المأموم الإمام في أفعال الصلاة مكروهة. والمراد بالذى يليه القريب منه

(قوله ثم جلسوا جميعًا) أي جلس كل من الصفين للتشهد

(قوله فصلاها بعسفان الخ) أي صلى النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم صلاة الخوف بهذه الكيفية مرتين مرة بعسفان ومرة بأرض بنى سليم. وكانت غزوة بنى سليم بعد بدر وقبل أحد بالكدر بضم الكاف وإسكان المهملة موضع على ثمانية برد من المدينة. وكان اللواء مع علي رضي الله تعالى عنه. واستخلف النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم على المدينة ابن أم مكتوم وغنم فيها خمسمائة بعير فقسم أربعمائة على الغانمين فأصاب كل واحد بعيرين وأخذ النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم مائة كذا في بهجة المحافل "ومنه تعلم" أن ما في بعض كتب التاريخ من أنه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم خرج إلى بني سليم في ثلمائة رجل من أصحابه فوجدهم قد تفرقوا في مياههم ولم يلق كيدا اهـ "غير صحيح" والحديث

صريح في أن النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم صلى بها صلاة الخوف "ولا يعارضه" عدم ذكر أصحاب السير قصة صلاة الخوف فيها "لاحتمال" أن النبي صلي الله تعالى عليه وعلى آله وسلم غزا في سليم مرتين مرة قبل أحد ولم يصل فيها صلاة الخوف ومرة بعد عسفان وصلى بها صلاة الخوف

(فقه الحديث) دل الحديث على مشروعية صلاة الخوف بتلك الكيفية، وعلى أن أول مشروعيتها كان بعسفان، وعلى مزيد رأفة الله سبحانه وتعالى بهذه الأمة

(من أخرج الحديث أيضًا) أخرجه أحمد والنسائي وابن حبان والحاكم وكذا البيهقي من طريق المصنف. وأخرجه أيضًا من طريق يونس بن حبيب قال ثنا أبو داود الطيالسي ثنا ورقاء عن منصور عن مجاهد عن أبي عياش الزرقي قال كنا مع رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم بعسفان فحضرت الصلاة صلاة الظهر وعلى خيل المشركين خالد بن الوليد قال فصلى رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم بأصحابه الظهر قال فقال المشركون إن لهم صلاة

<<  <  ج: ص:  >  >>