(ش) هذا الحديث غير مطابق للترجمة فإنها في ترك الجهر ببِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ والحديث لا يدل على الجهر ولا على تركه إلا أن يقال إن رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم لما قال أنزلت علي آنفا سورة ثم فسرها بقوله بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إنا أعطيناك الكوثر علم منه أن البسملة جزء من السورة فيجهر بها ضمن السورة في الصلاة الجهرية. أو أنه مطابق لترجمة النسخة المصرية "باب الجهر ببِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ" فإنها تشمل حكم الجهر نفيا وإثباتا في الصلاة وغيرها فيكون الحديثان الأولان دالين على ترك الجهر بها وهذا الحديث دل على إثبات الجهر بها خارج الصلاة. و (ابن فضيل) هو محمد وتقدم في الجزء الأول صفحة ٢٠٥
(قوله أنزلت عليّ آنفا سورة) أى أنزل الله علي قريبا سورة. وهي طائفة من القرآن لها أول وآخر وترجمت باسم خاصّ بها بتوقيف من الله تعالى. وسبب نزولها أن العاص بن وائل تلاقى مع رسول الله صلى الله تعالى عيه وعلى آله وسلم في المسجد عند باب بني سهم فتحدّثا وناس من صناديد قريش جلوس في المسجد فلما دخل العاص قالوا له من الذى كنت تتحدّث معه فقال ذلك الأبتر يعنى به النبى صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم وكان ذلك حين توفي ابنه القاسم
(قوله فقرأ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) فيه دلالة لمن قال إن البسملة آية من السورة حيث جعلها من مسماها
(قوله إنا أعطيناك الكوثر) أى قضينا لك بالكوثر وخصصناك به وأنجزناه لك في علمنا وتقديرنا الأزلى وإن لم تستول عليه وتتصرف فيه إلا في القيامة فالعطاء ناجز والاستيلاء عليه مستقبل
(قوله هل تدرون ما الكوثر) أى ما حقيقته. والغرض من هذا الاستفهام تشويقهم إلى معرفته
(قوله فإنه نهر وعدنيه ربي عز وجل في الجنة) وفي رواية مسلم فإنه نهر وعدنيه ربي عليه خير كثير وهو حوض ترد عليه أمتي يوم القيامة آنيته عدد النجوم فيختلج العبد منهم فأقول يا رب إنه من أمتي فيقال ما تدرى ما أحدث بعدك. وقوله وهو حوض أى نهر متصل