(قوله لا تقدموا الشهر الخ) أى لا تتقدموا بحذف إحدى التاءين أى لا تستقبلوا رمضان بصيام لقصد الاحتياط له، لما فيه من التشبه بالنصارى فيما زادوه على ما افترض عليم برأيهم، فلا تصوموا حتى تروا هلال رمضان أو تكملوا عدة شعبان ثلاثين يومًا، وإذا صمتم رمضان فلا تفطروا حتى تروا هلال شوال أو تكملوا رمضان ثلاثين. ويحتمل أن يكون "تقدموا" بضم التاء من التقديم، أى لا تحكموا بحلول الشهر قبل أوانه ولا تقدموه قبل وقته بل اصبروا حتى تروا هلال رمضان (وفى الحديث) النهي صيام آخر شعبان مطلقًا. وإليه ذهب داود الظاهرى. والجمهور على أن النهى فيه للكراهة إذا لم يوافق عادة له جمعًا بين الأحاديث
(والحديث) أخرجه أيضًا النسائي والدارقطني مسندًا ومرسلا وابن حبان. وقال النسائي لا أعلم أحدًا من أصحاب منصور قال فيه عن حذيفة غير جرير. وفى نسخة للمصنف. قال أبو داود "رواه سفيان وغيره عن منصور عن ربعي عن رجل من أصحاب النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم لم يسم حذيفة"، أى روى الحديث سفيان الثورى وغيره كعبيدة بن حميد عن منصور الخ ولم يذكروا حذيفة "وقول" ابن الجوزى ضعفه أحمد "وهم منه" فإن أحمد إنما أراد أن تسمية حذيفة وهم من جرير، وأن الصحيح قول الثورى وعبيدة بن حميد وغيرهما عن منصور عن ربعى عن رجل من أصحاب النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم. وجهالة الصحابى غير قادحة فى صحة الحديث. قال فى التنقيح: وبالجملة فالحديث صحيح رواته ثقات محتج بهم اهـ
[باب من قال فإن غم عليكم فصوموا ثلاثين]
وفى بعض النسخ فعدوا ثلاثين، أى إن ستر عليكم هلال شوال لنحو غيم فصوموا ثلاثين يومًا، وبهذا يظهر أن هذه الترجمة في إغماء هلال شوال، فى غير مكررة مع السابقة لأنها فى إغماء هلال رمضان