للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشعبى عن مسروق عن عائشة قالت. قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم "من خير خصال الصائم السواك" ومجالد ضعفه قوم ووثقه آخرون (ومنها) ما رواه الدارقطنى والبيهقى من طريق أبى إسحاق الخوارزمى قال سألت عاصما الأحول فقلت أيستاك الصائم؟ فقال نعم. فقلت برطب السواك ويابسه؟ قال نعم. قلت أوّل النهار وآخره؟ قال نعم. قلت عمن؟ قال عن أنس بن مالك عن النبى صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم. قال الدارقطنى أبو إسحاق الخوارزمى ضعيف يبلغ عن عاصم الأحول بالمناكير لا يحتج به: وقال الشافعى وأصحابه يكره السواك للصائم بعد الزوال, ويستحب قبله لا فرق بين الرطب واليابس. وهو قول أبى ثور وحكاه ابن الصباغ عن الأوزاعى ومحمد بن الحسن: واستدلوا بما رواه البخارى ومسلم عن أبى هريرة قال: قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم "إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب (الحديث) وفيه "والذى نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك" والخلوف بضم الخاء المعجمة رائحة الفم المتغيرة من أثر الجوع، ولا يكون ذك إلا بعد الزوال غالبا والسواك يزيله: وبما رواه الدارقطنى والطبرانى والبيهقى من طريق كيسان القصاب عن عمر ابن عبد الرحمن عن خباب عن النبى صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم قال "إذا صمتم فاستاكوا بالغداة ولا تستاكوا بالعشىّ, فإنه ليس من صائم تيبس شفتاه بالعشىّ إلا كانتا نورا بين عينيه يوم القيامة" لكن حديث الخلوف ليس نصا فيما قالوه، لاحتمال أنه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم مدح الخلوف نهيا للناس عن البعد عن مكالمة الصائمين بسبب الخلوف لا نهيا للصوّام عن السواك فالظاهر أنه لم يرد بالحديث استبقاء الرّائحة, وإنما أراد نهى الناس عن كراهة تلك الرّائحة. وحديث خباب ضعيف, لأنّ كيسان القصاب ليس بالقوى كما قال الدارقطنى. وضعفه ابن معين وغيره، ولذا نقل عن الشافعى وجماعة من أصحابه عدم كراهة السواك بعد الزوال, وقد قال الترمذى لم ير الشافعى بأسا بالسواك للصائم أوّل النهار ولا آخره اهـ واختاره جماعة من أصحابه منهم أبو شامة وابن عبد السلام والنووى قال فى شرح المهذب وهذا النقل غريب وإن كان قويا من حيث الدليل وبه قال المزنى وأكثر العلماء وهو المختار اهـ وقال الأذرعى من الشافعية: إنّ السواك لا يكره بعد الزوال كما اختاره شيخنا, وعمدتهم فى الكراهة حديث الخلوف ولا حجة فيه, لأنّ الخلوف من خلو المعدة والسواك لا يزيله, وإنما يزيل وسخ الأسنان اهـ وقال الحافظ فى التلخيص "استدلال" أصحابنا بحديث خلوف فم الصائم على كراهة الاستياك بعد الزوال لمن يكون صائما "فيه نظر" اهـ وقال مالك وأصحابه لا يكره السواك للصائم لا أوّل النهار ولا آخره إلا إذا كان السواك رطبا. وروى ذلك عن الشعبى وقتادة والحكم بن عتيبة وأبو ميسرة وزياد بن حدير وأبى يوسف من الحنفية. وقال أحمد وإسحاق بن راهويه يكره

<<  <  ج: ص:  >  >>