هذا فأتاه الحسين بن علي فسأله من سقاك فأبى أن يخبره.
(معنى الحديث) (وقوله علمني كلمات) يعني جملًا أدعو بهن في الوتر فهو من إطلاق اسم الجزء علي الكل وهذا لفظ قتيبة. ورواية ابن جواس أقولهن في قنوت الوتر. وهي رواية النسائي وابن ماجه
(قوله اللهم أهدني فيمن هديت ... ألخ) بيان للكلمات أي ثبتني علي الهداية مع من هديتهم من الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين، ففي بمعني مع أو زدني من أسباب الهداية حتى أكون مع الأنبياء
(وعافني فيمن عافيت) أي من البلاء والأهواء
(قوله وتولني فيمن توليت) أي تولني بالحفظ والرعاية مع من توليتهم ولا تكلني إلى نفسي
(قوله وبارك لي فيما أعطيت) أي زدني فيما أعطيتنيه من خيري الدارين
(قوله وقني شر ما قضيت) أي احفظني مما يترتب علي ما قضيته عليّ من السخط والجزع. هذا إن أريد بالقضاء القضاء المبرم إذ لا بد من نفوذه وإن أريد به المعلق فلا حاجة إلى هذا التأويل
(قوله إنك تقضي ولا يقضى عليك) أي تحكم بما تريد ولا يحكم عليك لا رادّ لما قضيت ولا معقب لحكمك. وهو كالتعليل لما قبله
(قوله وإنه لا يذل من واليت) بفتح الياء وكسر الذال أي لا يخذل من واليته من عبادك في الآخرة أو مطلقًا وإن ابتلي بما ابتلي به وسلط عليه من أهانه ظاهرًا لأن ذلك يزيده رفعة عند الله تعالى ومن ثم وقع للأنبياء ما وقع من المحن كقطع زكريا بالمنشار
(قوله ولا يعز من عاديت) أي لا يكون لمن عاديته عزة في الدنيا ولا في الآخرة وإن أعطي من نعيم الدنيا ما أعطي حيث لم يمتثل أمر الله تعالى ولم يجتنب نهيه. وهذه الزيادة ثابتة في الحديث. "وقول" النووي في الخلاصة إن البيهقي رواها بسند ضعيف وقول ابن الرفعة لم تثبت "غير" مسلم لأن البيهقي رواها من طريق إسرائيل بن يونس عن أبي إسحاق عن بريد بن أبي مريم عن الحسن أو الحسين بن علي. ورواها أيضًا الطبراني من حديث شريك وزهير بن معاوية عن أبي إسحاق ومن حديث أبي الأحوص عن أبي إسحاق، قال الحافظ في التلخيص وقد وقع لنا عاليًا جدًا متصلًا بالسماع قرأته علي أبي الفرج بن حماد أن علي بن إسماعيل أخبره أن إسماعيل بن عبد القوي أنبأ فاطمة بنت سعد الخير وأنبأ فاطمة بنت عبد الله أنبأنا محمَّد بن عبد الله حدثنا سليمان بن أحمد حدثنا الحسن بن المتوكل البغدادي حدثنا عفان بن مسلم حدثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن بريد بن أبي مريم عن أبي الحوراء عن الحسن بن علي قال علمني رسول الله صلي الله تعالى عليه وعلي آله وسلم كلمات أقولهن في قنوت الوتر اللهم اهدني فيمن هديت
(الحديث) مثل ما ساقه الرافعي وزاد ولا يعز من عاديت اهـ
(قوله تباركت ربنا وتعاليت) أي تزايد برك وإحسانك وتنزهت عما لا يليق بك.
(فقه الحديث) دلّ الحديث علي مشروعية القنوت في الوتر. وظاهره عدم الفرق بين