(فقه الحديث) دل الحديث على تحريم هذه الأشياء المذكورة في الحديث.
وقد ورد التحذير منها في عده روايات سوى ما ذكره المصنف, منها ما أخرجه البخاري ومسلم عن عبد الله بن مسعود أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم قال: ليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية.
ومنها ما رواه ابن ماجه عن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم لعن الخامشة ووجها والشاقة ثوبها والداعية بالويل والثبور.
ومنها ما أخرجه مسلم عن عبيد بن عمير عن أم سلمة قالت: لما مات أبو سلمة قلت غريب وفي ارض غريبه لأبكينه بكاء يتحدث عنه فكنت قد تهأيت للبكاء عليه إذا أقبلت امرأة من الصعيد تريد أن تسعدني فاستقبلها رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم وقال أتريدين أن يدخل الشيطان بيتًا أخرجه الله منه مرتين فكففت عن البكاء فلم أبك
(والحديث) أخرجه أيضًا البيهقي
[باب صنعة الطعام لأهل الميت]
(ص) حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ نَا سُفْيَانُ حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- "اصْنَعُوا لآلِ جَعْفَرٍ طَعَامًا فَإِنَّهُ قَدْ أَتَاهُمْ أَمْرٌ شَغَلَهُمْ".
(ش) (رجال الحديث) (سفيان) بن عيينة. و (جعفر بن خالد) بن سارة بتخفيف الراء أو شدها القرشي المخزومي. روى عن أبيه. وعنه ابن جريج وابن عيينة, وثقه أحمد وابن معين والترمذي والنسائي وابن حبان وابن حزم والبيهقي, وفي التقريب ثقة من السابعة. روى له أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه.
و(أبوه) خالد بن سارة, ويقال ابن عبيد بن سارة المكي. روى عن ابن عمرو وعبد الله بن جعفر. وعنه ابنه جعفر وعطاء بن أبي رباح , ذكره ابن حبان في الثقات وفي التقريب صدوق من الثالثة, روى له أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه
(معنى الحديث)
(قوله اصنعوا لآل جعفر طعامًا) قال ذلك صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم لما نعى جعفر بن أبي طالب حين قتل مع عبد الله بن رواحة وزيده بن حارثه في غزوة مؤته سنه ثمان من الهجرة
(وفي الحديث) دلالة على طلب صنع الطعام لأهل الميت لاشتغالهم بما نزل عن صنع طعامهم. قال ابن الهمام في فتح القدير يستحب لجيران أهل الميت والأقرباء الأباعد تهيئة طعام لهم يشبعهم يومهم وليلتهم لقوله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم "اصنعوا لآل جعفر طعامًا فإنه قد أتاهم ما يشغلهم" ويكره اتخاذ الضيافة من أهل الميت لأنه مشروع في