للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كما أخفيت ليلة القدر لما رواه أحمد والحاكم من حديث الآقياسعيد والآتي وفيه ثم أنسيتها كما أنسيت ليلة القدر (وهو) قضية كلام جمع من العلماء كالرافعي وصاحب المغني وغيرهما حيث قالوا يستحب أن يكثر من الدعاء يوم الجمعة رجاء أن يصادف ساعة الإجابة "ومن حجة" صاحب هذا القول تشبيهها بليلة القدر والاسم الأعظم في الأسماء الحسني (والحكمة) في ذلك بعث العباد على الاجتهاد في الطلب واستيعاب الوقت في العبادة "ومنها" أنها تنتقل في يوم الجمعة ولا تلزم ساعة معينة (قال الغزالي) هذا أشبه الأقوال وجزم به ابن عساكر وغيره "وقال" المحب الطبري إنه الأظهر "ومنها" أنها من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس ومن العصر إلى الغروب "ومنها" أنها من الزوال إلى غروب الشمس "ومنها" أنها من حين أذان الجمعة إلى الفراغ من صلاتها "ومنها" أنها إذا أذن وإذا رقي المنبر وإذا أقيمت الصلاة "ومنها" أنها وقت الجلوس بين الخطبتين (والراجح) أنها بعد العصر كما تقدم وبه قال الجمهور من الصحابة والتابعين وغيرها "ولا ينافيه" ما رواه أحمد والحاكم واللفظ له عن أبي سلمة قال قلت والله لو جئت أبا سعيد الخدري فسألته عن هذه الساعة لعله أن يكون عنده منها علم فأتيته فقلت يا أبا سعيد إن أبا هريرة حدثنا عن الساعة التي في يوم الجمعة فهل عندك منها عم فقال سالت النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم عنها فقال إلى كنت أعلمها ثم أنسِيتها كما أنسيت ليلة القدر "لأن نسيانه" صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم لا يقدح في الأحاديث الواردة بتعيينها لاحتمال أنه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم سمع منه التعيين قبل النسيان قاله البيهقي

(والحديث) أخرجه مسلم والبيهقي

[باب فضل الجمعة]

أي في بيان فضل صلاة الجمعة

(ص) حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ نَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- "مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ ثُمَّ أَتَي الْجُمُعَةَ فَاسْتَمَعَ وَأَنْصَتَ غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَ الْجُمُعَةِ إِلَي الْجُمُعَةِ وَزِيَادَةُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ وَمَنْ مَسَّ الْحَصَي فَقَدْ لَغَا".

(ش) (قوله من توضأ فأحسن الوضوء الخ) يعني من أتي به مستجمعًا للشروط والآداب كما تقدم ثم أتي من صلاة الجمعة فاستمع الخطبة وسكت قريبًا كان أو بعيدًا فالإنصات اعمّ من الاستماع (واختلف) هل يلزم من الاستماع الإنصاف أولًا "مال ابن حجر" إلى الثاني فقال

<<  <  ج: ص:  >  >>