وأبي الجعد وزيد بن خالد وعنه ابنه عمرو وإسماعيل بن أبي حكيم وبشر بن سعيد ومحمد بن عمرو. قالي العجلي تابعي ثقة وقال ابن سعد كان شيخًا قليل الحديث وقال في التقريب ثقة من الثالثة. روى له مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه. و (أبو الجعد) قيل اسمه أدرع وقيل عمرو ابن بكير. روى عن النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم وعن سلمان الفارسي. وعنه عبيدة ابن سفيان. بعثه النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم بجيش قومه لغزوة الفتح وتبوك. قتل مع عائشة يوم الجمل. روى له أبو داود والنسائي وابن ماجة والترمذي. و (الضمري) بفتح فسكون نسبة إلى بن ضمرة بن بكر
(معنى الحديث)
(قوله من ترك ثلاث جمع تهاونًا بها) يعني كسلًا لقلة الاهتمام بأمرها وليس المراد أنه تركها استخفافًا وإلا كفر
(قوله طبع الله على قلبه) أي جعل فيه الجفاء والقسوة فلا يصل إليه شيء من الخير. يقال طبع طبعًا من باب نفع ختم وأما الطبع بفتح الموحدة فهو الدنس "قال العراقي" المراد بالتهاون الترك بلا عذر وبالطبع أن يصير قلبه قلب منافق "وقال" أبو معاذ الطبع أن يطبع على القلب وهو أشد من الرين الذي هو اسوداد القلب من الذنوب وأشد منهما الإقفال وهو أن يقفل على القلب
(وظاهر) أن من ترك ثلاث جمع تهاونًا يطبع على قلبه ولوكان الترك متفرّقًا وبه قال بعضهم حتى لو ترك في كل سنة جمعة لطبع الله على قلبه بعد الثالثة. ومجتمل أن المراد ثلاث متواليات. ويؤيده ما رواه الديلمي في مسند الفردوس عن أنس قال قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم من ترك ثلاث جمع متواليات من غير عذر طبع الله على قلبه ورواه البيهقي عن جابر. واعتبار الثلاث إمهال من الله تعالى للعبد لعله يتوب ويرجع عن ترك الجمعة
(وقد ورد) في التحذير من ترك الجمعة أحاديث
(منها) ما رواه مالك وأحمد عن أبي قتادة مرفوعًا بلفظ من ترك الجمعة ثلاث مرّات من غير ضرورة طبع الله على قلبه
(ومنها) ما رواه الطبراني في الكبير عن أسامة رفعه من ترك ثلاث جمعًات غير عذر كتب من المنافقين
(ومنها) ما رواه البيهقي من ترك الجمعة ثلاثًا من غير عذر قد رمي الإِسلام من وراء ظهره
(ومنها) ما رواه ابن ماجه بإسناد حسن وابن خزيمة في صحيحه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم ألا هل عسى أحدكم أن يتخذ الصبة من الغنم على رأس ميل أو ميلين فيتعذر عليه الكلأ فيرتفع ثم تجيء الجمعة فلا يجيء ولا يشهدها وتجيء الجمعة فلا يشهدها حتى يطبع على قلبه "والصبة بضم الصاد المهملة وتشديد الموحدة السرية من الخيل أو الغنم أو الإبل ما بين العشرين إلى الثلاثين وقيل ما بين العشرة إلى الأربعين"
(ومنها) ما رواه أحمد عن حارثة بن النعمان قال قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم يتخذ أحدكم السائمة فيشهد الصلاة في جماعة فتتعذر عليه سائمته فيقول لو طلبت لسائمتي مكانا هو أكلأ