للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ)

(وقوله ألم يقل الله الخ) إنكار منه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم على أبي سعيد في عدم إجابته له في الصلاة

(قوله استجيبوا لله وللرسول) أي أجيبوا الله ورسوله بالطاعة. فالسين والتاء زائدتان للتأكيد

(قوله إذا دعاكم لما يحييكم) أي إذا طلبكم لما فيه حياتكم حياة أبدية من الإيمان بالله والرسول وإطاعتهما في الأمر والنهي. وإفرد الضمير في دعا ولم يقل دعياكم لأن دعوة الرسول في الحقيقه هي دعوة الله. وذكر الرسول لأنه المبلغ عن الله تعالى فعدم طاعته مخالفه لله

(قوله لأعلمنك أعظم سورة الخ) وفي رواية للبخاري ثم قال لي لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن بدون شك. والمراد أن ثوابها أعظم من ثواب غيرها. وبه استدل جماعة على جواز تفضيل بعض القرآن على بعض. ومنع ذلك الأشعري وجماعة قالوا لأن المفضول ناقص عن درجه الأفضل وأسماء الله وصفاته وكلامه لا نقص فيها. وفيما قالوه نظر فإن الأحاديث الكثيره الصحيحه عند المصنف وغيره جاءت بتفضيل بعض القرآن على بعض. على أن التفاصيل إنما هو بحسب المعاني لا بحسب الصفه أما من حيث إنه كلام الله تعالى وصفة من صفاته فلا تفاضل فيه

(قوله قلت يا رسول الله قولك) أي تذكر قولك لي لأعلمنك سورة, فقولك مفعول لمحذوف هو تذكر أو راع أو احفظ قولك الذي وعدتني به من تعليم السورة. وفي رواية البخاري ألم تقل لأعلمنك سورة: وفي رواية ابن ماجه فذهب النبي صلى الله تعالى وعلى آله وسلم ليخرج فاذكرته

(قوله هي السبع المثاني الخ) فيه تصريح بأن المراد بقوله تعالى (وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ) الفاتحة, فيكون عطف القرآن على السبع المثاني عطف مرادف وإطلاق القرآن على الفاتحة مبالغة لما اشتملت عليه من المعاني التي في القرآن كما تقدم ويحتمل أن يكون قوله والقران العظيم مبتدأ والخبر محذوف أي والقران العظيم ما يزيد عليها فيكون وصف الفاتحة قد انتهى إلى قوله السبع المثاني, والراجح الأول, وسيأتي عن ابن عباس أن السبع المثاني هي السبع الطول من أول البقرة إلى آخر الأعراف ثم براءه (وقيل يونس) هذا: وصريح المصنف أن هذه القصه وقعت لأبي سعيد بن المعلى , وفي رواية الترمذي من حديث أبي هريرة أنها وقعت لأبيّ بن كعب ولفظه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله تعالى وعلى آله وسلم خرج على أبيّ بن كعب فقال رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم يا أبيّ وهو يصلي فالتفت أبيّ ولم يجبه وصلى أبيّ فخفف ثم انصرف إلى رسول الله صلى الله تعالى وعلى آله وسلم فقال السلام عليك يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليك السلام: ما منعك يا أبيّ أن تجيبني إذ دعوتك فقال يا رسول الله إني كنت في الصلاة, قال فلم تجد فيما أوحي إليّ أن (اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ

<<  <  ج: ص:  >  >>