موافق لقوله تعالى "فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله" يعنى الرزق الحلال. وقيل وابتغوا من فضل الله هو طلب العلم. والوجهان متقاربان فإن العلم من رزق الله تعالى لأن الرزق لا يختصّ بقوت الأبدان بل يدخل فيه قوت الأرواح والأسماع وغيرها وقيل فضل الله عيادة المريض وزيارة أخ صالح اهـ وظاهره أنه يقتصر في الخروج على سؤال الفضل لكن تقدم في رواية الترمذى أنه يصلى ويسلم على النبى صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم ويسأل الفضل فيحمل هذا على ما تقدم (ولعل السرّ) في تخصيص الرحمة بالدخول والفضل بالخروج أن من دخل اشتغل بما يقرّ به إلى ثواب ربه وجنته فيناسب ذكر الرحمة وإذا خرج لابتغاء الرزق الحلال ناسب ذكر الفضل كما قال تعالى "فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله" قال في حجة الله البالغة الحكمة في تخصيص الداخل بالرحمة والخارج بالفضل أن الرحمة في كتاب الله أريد بها النعم النفسانية والأخروية كالولاية والنبوة قال تعالى "ورحمة ربك خير مما يجمعون" والفضل على النعم الدنيوية قال تعالى "ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم" وقال تعالى "فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله" ومن دخل المسجد إنما يطلب القرب من الله تعالى والخروج وقت ابتغاء الرزق اهـ
(فقه الحديث) والحديث يدلّ على استحباب السلام على النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم وطلب فتح أبواب الرحمة عند دخول المسجد، وعلى استحباب السؤال من فضل الله تعالى عند الخروج منه
(من أخرج الحديث أيضا) أخرجه مسلم والنسائى وأحمد وابن ماجه
(قوله إسماعيل بن بشر بن منصور) أبو بشر السلمى البصرى روى عن أبيه وعبد الرحمن بن مهدى وفضيل بن سليمان وعبد الأعلى بن عبد الأعلى وغيرهم وعنه أبو داود وابن ماجه وإبراهيم بن أبى طالب وكثيرون. ذكره ابن حبان في الثقات وقال