حفص بن غياث وابن إدريس وابن عيينة وأبى عوانة وآخرين. وعنه أحمد وأبو حاتم ويعقوب بن شيبة وجماعة. وثقه أبو حاتم وابن قانع وابن حبان وقال ابن معين ما أراه يكذب. وقال الأزدى له عن عليّ بن مسهر أحاديث لا يتابع عليها. توفى سنة أربع أو خمس وعشرين ومائتين
(قوله عن أبيه) هو عروة بن الزبير
(معنى الحديث)
(قوله كان إذا سمع المؤذن يتشهد) أى يقول أشهد أن لا إله إلا الله إلى آخر الشهادتين. ويحتمل أن يراد بالتشهد الأذان كله فيكون من إطلاق الجزء وإرادة الكلّ ويؤيده رواية الحاكم عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت كان رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم إذا سمع المؤذن قال وأنا وأنا. على هذا يكون قد وقع الاكتفاء منه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم بما قاله ولم يقل مثل ما قال المؤذن إما لأن إجابة المؤذن غير واجبة وإما لأنه كان قبل الأمر بالقول مثل ما يقول المؤذن أو أنه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم قال مثل ما قال المؤذن ولم ينقله الراوى. لكن هذا بعيد
(قوله قال وأنا وأنا) يحتمل أن يكون التكرير للتأكيد وأن يكون الضمير الأول راجعا إلى الشهادة الأولى أى أنت تشهد أن لا إله إلا الله وأنا أشهد أن لا إله إلا الله. والضمير الثانى راجع إلى الشهادة الثانية أى وأنا أشهد أن محمدا رسول الله فأنا مبتدأ خبره محذوف والجملة عطف على مقدّر. ويحتمل أنه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم كان يقول وأنا وأنا عند الشهادتين لله تعالى وكذلك مثلهما عند الشهادتين للرّسول صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم فيكون قالها أربع مرّات. وعلى الاحتمالين الأخيرين يكون للتأسيس. واختلف في أنه هل كان صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم يتشهد مثلنا أو يقول إنى رسول الله. الظاهر أنه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم كان يتشهد كتشهدنا فيقول أشهد أن محمدا رسول الله
(فقه الحديث) دلّ الحديث على أنه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم كان يشهد لنفسه بالرسالة كبقية الأمة
(من أخرج الحديث أيضا) أخرجه البيهقى وابن حبان في صحيحه والحاكم وصححه