على اختيار الوقف في جمل الأذان كلها من غير فرق بين التكبير الأول وغيره "فما يفعله" غالب المؤذنين من جمع التكبيرتين في نفس من غير سكتة بينهما المرتب عليه تحريك راء التكبيرة الأولى "في غير محله"
(قوله لا حول ولا قوّة إلا بالله) أى لا حركة ولا سكون إلا بمشيئة الله. وقيل لا حول في دفع الشرّ ولا قوّة على تحصيل الخير إلا بالله. وقيل لا تحوّل عن معصية الله إلا بعصمة الله ولا قوّة على طاعة الله. إلا بمعونة الله (والحديث صريح) في أن من سمع المؤذن يقول مثل ما يقول إلا في الحيعلتين فيبدلهما بلا حول ولا قوة إلا بالله فهو مخصص للروايات التي ذكر فيها الحيعلتين كما تقدم. وما رواه الحاكم عن أبي أمامة رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُعن النبى صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم قال إذا نادى المنادى فتحت أبواب السماء واستجيب الدعاء فمن نزل به كرب أو شدّة فليتحين المنادى فإذا كبر كبر وإذا تشهد تشهد وإذا قال حيّ على الصلاة قال حيّ على الصلاة وإذا قال حيّ على الفلاح قال حيّ على الفلاح "الحديث" قال المنذرى هو من رواية عفير بن معدان وهو واه اهـ أى فيكون ضعيفا فلا يعارض حديث الباب. وعلى تقدير صحته فلا يعارض أيضا لما تقدم من أنه يصح الإتيان بالحيعلتين تارة وبالحوقلتين أخرى ويصح الجمع بينهما (والحكمة) في إبدال الحعلتين بالحوقلتين أن الأذكار الزائدة على الحيعلة يشترك السامع والمؤذن قى ثوابها. أما الحيعلة فالمقصود منها الدعاء إلى الصلاة وذلك يكون من المؤذن فقط فعوّض السامع عما يفوته من ثواب الحيعلة بثواب الحوقلة
(قوله من قلبه) أى من قال عقب قول المؤذن ما ذكر خالصا من قلبه فهو راجع إلى الجميع على الظاهر ويحتمل أنه راجع إلى كلمة التوحيد
(قوله دخل الجنة) أى يدخل ووضع الماضى موضع المستقبل لتحقق حصول الموعود به. والمراد أنه يدخل مع السابقين وإلا فكل مؤمن لا بدّ له من دخولها حيث مات على الإيمان وإن سبقه عذاب. واستحق دخول الجنة بما ذكر لأنه توحيد وثناء على الله وانقياد لطاعته وتفويض إليه في الحول والقوّة فمن حصل هذا فقد حاز حقيقة الإيمان وكمال الإسلام فإن هذه العبادة من أعظم شعائر الإسلام وأشهر معالمه. ووقعت المواظبة عليها منذ شرعها الله تعالى إلى أن توفي النبى صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم في ليل ونهار وحضر وسفر ولم يسمع بأنه وقع الإخلال بها أو الترخيص في تركها وكان صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم يأمر أمراء الجند في الغزو أنهم أذا سمعوا الأذان من قوم كفوا عن قتالهم وإن لم يسمعوه قاتلوهم. وناهيك بهذا حيث جعله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم علامة للإسلام ودلالة للتمسك به والدخول فيه
(فقه الحديث) دلّ الحديث على أنه يطلب من السامع أن يجيب المؤذن في الأذان، وعلى أنه يقول كل كلمة عقب فراغ المؤذن منها، وعلى أن السامع يبدل الحيعلتين بالحوقلتين، وعلى أن حكاية الأذان فيها فضل عظيم حيث رتب عليها دخول الجنة، وعلى أن الأعمال لا بدّ فيها من الإخلاص