(قوله عن حديث جابر بن سمرة الخ) أى عن الحديث المروى عن جابر في شأن الصفوف المقدمة في الصلاة. ولعل زهيرا سمع هذا الحديث ممن لا يثق به فسأل عنه الأعمش ليتثبته. و (تميم بن طرفة) بفتح الطاء المهملة وسكون والراء الكوفي. روى عن جابر بن سمرة وعدى بن حاتم والضحاك بن قيس. وعنه عبد العزيز بن رفيع وسماك بن حرب والمسيب بن رافع. قال العجلى تابعى ثقة ووثقه النسائى وابن سعد وقال كان قليل الحديث وقال أبو داود ثقة مأمون وقال الشافعى مجهول. توفي سنة ثلاث أو أربع وتسعين. روى له مسلم وأبو داود والنسائى وابن ماجه
(معنى الحديث)
(قوله ألا تصفون الخ) بفتح المثناة الفوقية وضم الصاد أو بضم التاء وفتح الصاد مبنيا للمفعول. وفي رواية مسلم خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال مالى أراكم رافعى أيديكم كأنها أذناب خيل شمس اسكنوا في الصلاة ثم خرج علينا فرآنا حلقا فقال مالى أراكم عزين "أى متفرّقين" ثم خرج علينا فقال ألا تصفون كما تصفّ الملائكة عند ربهم. وهي عندية لا يعلمها إلا الله تعالى أو عند قيامهم لطاعة ربهم. أو عند عرش ربهم فهو على حذف مضاف
(قوله يتمون الصفوف المقدمة الخ) وفي رواية مسلم وابن ماجه يتمون الصفوف الأول أى لا يشرعون في صف حتى يكمل الذى قبله ويتراصون في الصف من رصصت البناء رصا من باب قتل إذا ألصقت بعضه ببعض أى يتلاصقون فيه حتى لا يكون بينهم فرج. ويؤخذ منه أن تلاصق بعضهم ببعض وتضامهم يستلزم تسوية صفوفهم وهذا وجه مناسبة الحديث الترجمة
(فقه الحديث) دلّ الحديث على أنه ينبغى للإمام مراعاة المأمومين وحثهم على ما هو خير لهم، وعلى استحباب إتمام الصفوف الأول، وعلى استحباب تلاصق المصلين بعضهم ببعض في الصف. وسيأتى له مزيد إن شاء الله تعالى
(من أخرج الحديث أيضا) أخرجه أحمد ومسلم والنسائى وابن ماجه والبيهقى