ونحوه تواضعا وإشفاقا وليقتدى به في أصل الدعاء والخضوع وحسن التضرع "ولا منافاة" بين هذه الرواية والتي قبلها "لأنه" صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم كان يقول ما في هذه الرواية تارة وما في الروايات المتقدمة تارة أخرى. وخص هؤلاء الثلاثة من الملائكة بالذكر تشريفا لهم وتعظيما إذ بهم تنتظم أمور العباد لأن جبريل كان موكلا بالوحى وإنزال الكتب السماوية على الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وتعليم الشرائع وأحكام الدين. وميكاءيل موكل بجميع القطر والنبات وأرزاق بني آدم وغيرهم. وإسرافيل موكل باللوح المحفوظ وهو الذى ينفخ في الصور
(قوله عالم الغيب والشهادة) أى ما غاب عن العباد وما شاهدوه وظهر لهم
(قوله فيما كانوا فيه يختلفون) في الدنيا من أمر دينهم فتعذّب العاصي إن شئت وتثيب الطائعين
(قوله اهدني لما اختلف فيه من الحق) أى دلني على الحق الذى اختلفوا فيه ولم يقبلوه. وقوله من الحق بيان لما
(قوله بإذنك الخ) أى بارادتك وتوفيقك إنك أنت تهدى من تشاء. وفي نسخة أنت تهدى أى من تشاء هدايته. وأشار به إلى أن الهداية والإضلال ليسا من فعل الإنسان بل بخلق الله تعالى "فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا"
(قوله إلى صراط مستقيم) أى طريق الحق وهو الدين الإسلامى وسمي صراطا لأنه موصل للمقصود كما أن الطريق الحسى كذلك
(من أخرج الحديث أيضا) أخرجه مسلم والترمذى والنسائى وابن ماجه
(ص) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، نَا أَبُو نُوحٍ قُرَادٌ، نَا عِكْرِمَةُ، بِإِسْنَادِهِ بالإخْبَارٍ وَمَعْنَاهُ قَالَ: «كَانَ إِذَا قَامَ كَبَّرَ وَيَقُولُ».
(ش) (أبو نوح قراد) بضم ففتح هو عبد الرحمن بن غزوان الخزاعي المعروف بقراد. روى عن جرير بن حازم وشعبة وعكرمة بن عمار ومالك والليث بن سعد. وعنه ابناه محمد وغزوان وأحمد وعباس الدورى والفضل بن سهل. وثقه ابن المديني والدارقطني ويعقوب بن شيبة وابن نمير وذكره ابن حبان في الثقات وقال كان يخطئ وقال أبو حاتم صدوق وقال في التقريب ثقة له أفراد من الخامسة. توفي سنة سبع وثمانين ومائة. روى له البخارى والنسائى والترمذي وأبو داود
(قوله بالإخبار) أى بلفظ أخبرنا لا بلفظ حدثنا. وفي نسخة بلا إخبار ولعل معناه بلا سماع منه فيكون أبو نوح رواه عن عكرمة كتابة
(قوله كبر ويقول) أى كبر تكبيرة الإحرام وقال اللهم رب جبريل وميكائيل الخ
(ص) حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ، قال قال مَالِكٍ لَا بَأْسَ بِالدُّعَاءِ فِي الصَّلَاةِ فِي أَوَّلِهِ وَأَوْسَطِهِ وَفِي