للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(معنى الحديث)

(قوله فعطس رفاعة الخ) يعني نفسه. وعطس من باب ضرب. وفي لغة من باب قتل. وهذا لفظ سعيد بن عبد الجبار. ولفظ قتيبة قال رفاعة صليت خلف رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم فعطست. وقد أشار المصنف لهذا بقوله لم يقل قتيبة رفاعة

(قوله مباركا عليه الخ) تأكيد لقوله مباركا فيه. والغرض منهما المبالغة في الثناء على الله تعالى وقيل قوله مباركا فيه المراد منه زيادة الحمد. وقوله مباركا عليه المراد منه البقاء. فكأنه قال الحمد لله حمدا كثيرا زائدا باقيا لا ينقطع. وقوله كما يحب ربنا ويرضى المراد منه أنه يحمد حمدا يقبله الله منه ويثيبه عليه ويرضى عنه بسببه ففيه من حسن التفويض إلى الله تعالى ما هو الغاية في القصد

(قوله ثم ذكر نحو حديث مالك الخ) أى ذكر قتيبة في روايته عن رفاعة بن يحيى نحو حديث مالك الذى رواه عن نعيم بن عبد الله المجمر عن على بن يحيى الزرقي وأتم منه. وتمامه كما في النسائى فقال من المتكلم في الصلاة فلم يكلمه أحد ثم قال الثانية من المتكلم في الصلاة فقال رفاعة بن رافع بن عفراء أنا يا رسول الله قال كيف قلت قال قلت الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه مباركا عليه كما يحب ربنا ويرضى فقال للنبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم والذى نفسي بيده لقد ابتدرها بضعة وثلاثون ملكا أيهم يصعد بها "ولا يقال" كيف أخر رفاعة إجابته صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم مع أن إجابته واجبة عليه بل وعلى كل من سمع رفاعة فإنه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم لم يسأل المتكلم وحده "لأنهم ظنوا" أن للسؤال استنكار منه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم فلا يتطلب إجابة. أو أنه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم لما لم يعين واحدا بعينه لم تتعين المبادرة بالجواب من المتكلم ولا من غيره وكأن القوم انتظر بعضهم بعضا بالإجابة وحملهم على ذلك خشية أن يبدو في حقه شيء ظنا منهم أنه أخطأ فيما فعل ورجوا أن يقع العفو. وكأنه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم لما رأى سكوتهم فهم ذلك فعرّفهم أنه لم يقل بأسا. ويدل على ذلك ما في رواية سعيد بن عبد الجبار عن رفاعة بن يحيى عند ابن قانع قال رفاعة فوددت أني خرجت من مالى وأني لم أشهد مع النبى صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم تلك الصلاة. وما في رواية الطبراني من حديث أبي أيوب فقال من المتكلم فسكت ورأى أنه قد هجم من رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم على شيء كرهه فقال من هو فإنه لم يقل إلا صوابا فقال أنا يا رسول الله قلتها أرجو بها الخير (والحكمة) في سؤاله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم عمن قال أن يتعلم السامعون ما قاله فيقولوا مثله كما تقدم

(فقه الحديث) دلّ الحديث على أن العاطس في الصلاة ينبغي له أن يحمد الله تعالى خلافا للقائلين بكراهته، وعلى أن المتلبس بالصلاة لا يطلب منه تشميت العاطس

(من أخرج الحديث أيضا) أخرجه النسائى والترمذى وقال حديث حسن وكان هذا

<<  <  ج: ص:  >  >>