للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسبعون آية (قال العلماء) أول القرآن السبع الطوال ثم ذوات المائة وهي إحدى عشرة سورة ثم المثاني وهي ما لم تبلغ مائة وهي عشرون سورة ثم المفصل (وحاصله) أن ابن عباس سأل عن أمور ثلاثة "الأول" أن الأنفال سورة قصيرة من المثانى لأنها سبع وسبعون آية فأدخلتموها في السبع الطول "والثاني" أن براءة سورة طويلة فأدخلتموها في المئين "والثالث" لم تكتبوا بينهما بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مع أنهما سورتان. فقول ابن عباس وهى من المئين مراده وهى من الطول

(قوله فجعلتموها في السبع الطول) وفي أكثر النسخ فجعلتموهما بالتثنية والأولى هي الصواب أى جعلتم الأنفال من السبع الطول. والطول جمع طولى مثل كبرى وكبر. والسبع هى البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنعام والأعراف والسابعة براءة وقيل مجموع الأنفال وبراءة

(قوله مما تنزل عليه الآيات الخ) أى كان النبى صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم ينزل عليه بعض الآيات. وفى نسخة وكان النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم مما ينزل عليه الآيات فيدعو بعض من كان يكتب له كزيد ابن ثابت ومعاوية ويقول له ضع هذه الآية في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا يعنى من القصص والحوادث التي تناسب تلك الآيات المنزلة كقصة هود ونوح والطلاق والنكاح. وهذه زيادة في الجواب تبرع بها عثمان رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُللإشارة إلى أن ترتيب الآيات توقيفى وعليه الإجماع

(قوله وكانت براءة من آخر ما نزل من القرآن الخ) أى فهى مدنية أيضا وكانت قصتها أى قصة براءة شبيهة بقصة الأنفال ظننت أن سورة التوبة من الأنفال لما بينهما من المناسبة وقد قبض صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم ولم يبين أهي منها أم لا كما صرح به في الرواية الآتية ورواية الترمذى. ووجه الشبه بينهما أن الأنفال بينت ما وقع له صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم من مشركي أهل مكة وبراءة بينت ما وقع له مع منافقي أهل المدينة. ولأن في كل منهما تعاهدا من المشركين ونبذا لعهدهم وفي كل منهما الأمر بالقتال ففى الأنفال قوله تعالى "يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال" وفي براءة "قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم" وقوله "قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر" وقوله "انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله"

(قوله فمن هناك الخ) أى من أجل ما ذكر من وجود المشابهة بين السورتين وعدم تبيينه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم وضعتهما ولم أكتب بينهما سطر بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ لأن البسملة كانت تنزل عليه للتيمن والفصل بين السور ولم تنزل بينهما (والحكمة) في عدم نزول الوحى بها ما روى عن ابن عباس قال سألت عليا لم لم تكتب في براءة بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ قال لأن بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ أمان وبراءة نزلت بالسيف ليس فيها أمان رواه الحاكم. وأيضا هى سورة عذاب والبسملة رحمة ولا تجمع رحمة مع عذاب وكانت العرب تكتب البسملة أول مراسليها في الصلح والأمان

<<  <  ج: ص:  >  >>