رجل من القوم فصلى. واختلف في اسم ذلك الرجل فقيل حزم بن أبى كعب. وقيل حرام ابن ملحان وقيل سليم. واعتزاله محتمل لأن يكون قطع الصلاة واستأنفها وحده ولأن يكون قطع القدوة فقط ولم يخرج من الصلاة بل استمر فيها منفردا (وإلى) هذا ذهبت الشافعية مستدلين بهذا الحديث لكن قال النووى هذا الاستدلال ضعيف لأنه ليس في الحديث أنه فارقه وبني على صلاته بل في رواية مسلم التي فيها أنه انحرف وسلم دليل على أنه قطع الصلاة من أصلها ثم استأنفها اهـ (ومنه) يؤخذ أن الاحتمال الأول أقرب ويؤيده ما جاء في رواية البخارى بلفظ فانصرف الرجل
(قوله فقيل نافقت الخ) وفي رواية مسلم أنافقت يا فلان. والمراد فعلت ما يفعله المنافق من الميل والانحراف عن الجماعة في الصلاة فقال ما عملت ذلك نفاقا وإنما هو للعذر ورواية مسلم لا والله ما نافقت
(قوله نحن أصحاب نواضح الخ) يعنى أصحاب عمل وليس لنا خدم يقومون بأعمالنا فلا نستطيع تطويل الصلاة. والنواضح جمع ناضح وهو في الأصل البعير الذى يستقي عليه الماء ثم استعمل في كل بعير وإن لم يحمل الماء
(قوله فقال يا معاذ أفتان أنت الخ) أى قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم يا معاذ أفتان أنت قالها مرتين. وفي رواية البخارى "قال فتان فتان فتان ثلاث مرار" أى أمنفر الناس عن دينهم وصادّ لهم عنه بتطويلك القراءة في الصلاة. والاستفهام فيه للتوبيخ. وروى البيهقى في الشعب بإسناد صحيح عن عمر قال لا تبغضوا إلى الله عباده يكون أحدكم إماما فيطول على القوم الصلاة حتى يبغض إليهم ما هم فيه
(قوله اقرأ بكذا اقرأ بكذا الخ) كناية عن سورتين قصيرتين. وفي رواية البخارى وأمره بسورتين من أوسط المفصل قال عمرو لا أحفظهما. وبينهما أبو الزبير بقوله بسبح اسم ربك الأعلى والليل إذا يغشى. وفي بعض النسخ قال أبو الزبير سبح اسم ربك الخ وقوله قال أبو الزبير قائله سفيان بن عيينة لما في صحيح مسلم قال سفيان فقلت لعمرو إن أبا الزبير حدثنا عن جابر أنه قال اقرأ والشمس وضحاها والضحى والليل إذا يغشى وسبح اسم ربك الأعلى وفي رواية للبخارى عن الحميدى عن ابن عيينة زيادة والسماء ذات البروج والسماء والطارق و (أبو الزبير) هو محمد بن مسلم بن تدرس تقدمت ترجمته في الجزء الأول صفحة ٢٤ وأخرج مسلم رواية أبى الزبير عن جابر أيضا انه قال صلى معاذ بن جبل الأنصارى لأصحابه العشاء فطول عليهم فانصرف رجل منا فصلى فأخبر معاذ عنه فقال إنه منافق فلما بلغ ذلك الرجل دخل على رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم فأخبره ما قال معاذ فقال له النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم أتريد أن تكون فتانا يا معاذ إذا أممت الناس فاقرأ بالشمس وضحاها وسبح اسم ربك الأعلى واقرأ باسم ربك والليل إذا يغشى
(قوله فذكرنا لعمرو الخ) أى قال سفيان بن عيينة ذكرنا لعمرو بن دينار ما حدّث به أبو الزبير عن جابر فقال عمرو أظن أن جابرا قد حدّث به