يُؤْمِنُونَ} [المرسلات: ٥٠]، فَلْيَقُلْ: آمَنَّا بِاللَّهِ "، قَالَ إِسْمَاعِيلُ: ذَهَبْتُ أُعِيدُ عَلَى الرَّجُلِ الْأَعْرَابِيِّ، وَأَنْظُرُ لَعَلَّهُ، فَقَالَ: «يَا ابْنَ أَخِي، أَتَظُنُّ أَنِّي لَمْ أَحْفَظْهُ، لَقَدْ حَجَجْتُ سِتِّينَ حَجَّةً، مَا مِنْهَا حَجَّةٌ إِلَّا وَأَنَا أَعْرِفُ الْبَعِيرَ الَّذِي حَجَجْتُ عَلَيْهِ»
(ش) هذا الحديث غير مناسب لهذا الباب وإنما يناسب الباب الذى قبله فلعل ذكره هنا خطأ من النساخ. و (سفيان) الثورى تقدم في الجزء الأول صفحة ٦٥
(قوله سمعت أعرابيا) لم يسم وقال في التقريب سماه يزيد بن عياض أبا اليسع وهو أحد المتروكين معدود في من لم يعرف اهـ ببعض تصرف
(قوله أليس الله بأحكم الحاكمين) أى أقضى القاضين يحكم بينك يا محمد وبين من كذبك وكذا بين كل محق ومبطل
(قوله فليقل بلى) أى هو أحكم الحاكمين والأمر في هذا وما بعده للاستحباب
(قوله وأنا على ذلك من الشاهدين) أى على كونك أحكم الحاكمين من الشاهدين. وقال من الشاهدين ولم يقل وأنا شاهد لما في ذلك من المبالغة على حدّ قوله تعالى "وكانت من القانتين" لأن من دخل في عداد الكاملين وساهم معهم الفضائل ليس كمن انفرد عنهم
(قوله لا أقسم بيوم القيامة) لا زائدة لتأكيد القسم وقيل نافية لكلام تقدمها وأتى به ردّا على من أنكر البعث فكأنه قال ليس الأمر كما زعموا أقسم بيوم القيامة لتبعثن
(قوله فبأي حديث بعده يؤمنون) أى إذا لم يصدقوا بالقرآن الذى هو معجز ومصدق للكتب السماوية وموافق لها في أصول الدين فبأئ كلام يصدقون بعده فتكذيبه تكذيب لغيره من الكتب ولا يصح الإيمان بغيره مع تكذيبه
(قوله فليقل آمنا بالله) كان مقتضى السياق أن يقول آمنا بالقرآن لكن عدل عن ذلك إشارة إلى أن الإيمان بالله مستلزم للإيمان بالقرآن لأنه صفة من صفاته (وظاهره) أنه يقول ذلك ولو حال الصلاة إماما كان أو مأموما أو منفردا وبه قال ابن عباس والنووى (وقال جماعة) يقوله خارح الصلاة لا داخلها ولو قال ذلك داخل الصلاة لا تفسد
(قوله قال إسماعيل ذهبت أعيد الخ) أى شرعت أعيد الحديث على الأعرابى لأتحقق ما حدّث به وأنظر لعله وهم فيه ولم يكن حافظا له فخبر لعل محذوف فقال أتظن أنى لم أحفظه والاستفهام إنكارى أى لا تظن أني لم أحفظ الحديث والله لقد حججت ستين حجة الخ فاللام فيه موطئة للقسم. وأراد أنه متثبت لهذا الخبر لأن الذى يتحقق البعران التي حح عليها ستين حجة لا يتمارى فيما سمعه من النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم فكأنه يقول بلغ حفظى المرتبة القصوى فكيف أنسى حديث رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم
(من أخرج الحديث أيضا) أخرجه الترمذى. والحديث ضعيف لجهالة الأعرابى