(ش)(القعنبي) عبد الله بن مسلمة تقدم في الجزء الأول صفحة ٣٢
(قوله حلة سيراء) الحلة برود اليمن ولا تكون حلة إلا إذا كانت ثوبين من جنس واحد أحدهما رداء والآخر إزار أو ثوب له بطانة. وقيل الحلة برد أو غيره. والسيراء بكسر السين المهملة وفتح المثناة التحتية والمدّ صفة للحلة وهي نوع من البرود يخالطه حرير كالسيور. ويحتمل أن تكون سيراء مجرورة بإضافة الحلة إليها وعليه فتكون الحلة جميعها من الحرير لأنها مخلوطة به
(قوله لو اشتريت هذه الخ) أي لكان حسنًا فجواب لو محذوف. ويحتمل أن تكون لو للتمني فلا تحتاج إلى جواب وفي رواية البخاري لو ابتعتها فلبستها للوفد إذا أتوك وللجمعة. وفي رواية النسائي عن ابن إسحاق فتجمل بها لوفود العرب إذا أتوك وإذا خطبت الناس في يوم عيد أو غيره. وخص العرب لأنهم كانوا إذ ذاك الوفود في الغالب لأن مكة لما فتحت بادر العرب بإسلامهم فكانت كل قبيلة ترسل كبراءها ليسلموا ويتعلموا ويرجعوا إلى قومهم فيعلموهم
(وقوله من لا خلاق له) يعني لا نصيب له من الخير وقيل لاحظ له في الحرير في الآخرة كما تؤيده رواية البخاري عن عمر مرفوعًا لا يلبس الحرير إلا من ليس له في الآخرة منه شيء
(قوله ثم جاءت رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم منها حلل) أي من تلك الحلة. وفي رواية النسائي فجاء رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم مثلها. وفي رواية البخاري عن جرير بن حازم فلما كان بعد ذلك أتي رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم بحلل سيراء فبعث إلى عمر بحلة وبعث إلى أسامة بن زيد بحلة وأعطي عليًا حله
(قوله وقد قلت في حله عطارد ما قلت) يعني به قوله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم إنما يلبس هذه من لا خلاق له في الآخرة. وفي رواية جرير ابن حازم عن البخاري فجاء عمر بحلته يحملها فقال بعثت إليّ بهذه وقد قلت بالأمس ما قلت في حلة عطارد. وحلة عطارد هي التي جاء بها عمر إليه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم في رواية الطبراني عن حفصة بنت عمر أن عطارد جاء بثوب من ديباج كساه إياه كسري فقال عمر ألا أشتريه لك يا رسول الله. وعطارد هو ابن حاجب بن زرارة بن عدس كان من وفد بنى تميم أصحاب الحجرات وقد أسلم وحسن إسلامه واستعمله صلى الله عليه وعلى آله وسلم على صدقات قومه
(قوله إني لم أكسكها لتلبسها الخ) يعني لم أرسلها لك لتلبسها بل لتبيعها كما في رواية البخاري وفيها فقال إنما بعثت بها إليك لتبيعها وتصيب حاجتك وفي رواية له لتصيب بها مالًا وفي رواية للبخاري عن ابن عمر فأرسل بها عمر إلى أخ له من أهل مكة قبل أن يسلم. واسمه عثمان بن حكيم وكان أخاه لأمه كما في رواية النسائي وصحيح أبي عوانة وفيها فكساها أخًا له من أمه من أهل مكة مشركًا