للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(معنى الحديث)

(قوله يصبح علي كل سلامي الخ) بضم السين المهملة وتخفيف. اللام وفتح الميم في الأصل عظام الأصابع والأكف ثم استعمل في سائر عظام الجسد ومفاصله وفي النهاية السلامي جمع سلامية وهي الأنملة من أنامل الأصابع. وقيل واحده وجمعه سواء ويجمع على سلاميات وهي التي بين كل مفصلين من أصابع الإنسان. وقيل السلامي كل عظم مجوّف من صغار العظام اهـ

وهو في الحديث من قبيل المفرد، والمعنى تصغير الصدقة مطلوبة في كل صباح على كل عظم من عظام ابن آدم. فقوله صدقة اسم يصبح وقوله علي كل سلامي متعلق بمحذوف خبرها. قال القاضي عياض إن كل عظم من عظام ابن آدم يصبح سليمًا من الآفات باقيًا على الهيئة التي تتم بها منافعه فعليه صدقة شكرًا لمن صوّره ووقاه عما يغيره ويؤذيه اهـ

وسيأتي للمصنف في باب إماطة الأذى عن الطريق من كتاب الأدب أن النبي صلي الله تعالى عليه وعلي آله وسلم قال في الإنسان ثلثمائة وستوت مفصلًا فعليه أن يتصدق عن كل مفصل منه بصدقة قالوا ومن يطيق ذلك يا نبي الله قال النخاعة في المسجد تدفنها والشيء تنحيه عن الطريق فإن لم تجد فركعتا الضحى تجزئك

(قوله تسليمه على من لقي صدقة) أي بدء

الإنسان غيره بالسلام يثاب عليه ثواب صدقة المال لما فيه من إرسال الإنس إلى الغير وأمن المسلم عليه من جهة المسلم كما أن في الصدقة إيصال الإحسان للغير. وهذا وما بعده بيان للصدقة المجملة بين به أن المراد بالصدقة ما يعم وجوه الخير لا خصوص ما تعورف من الإحسان المالى ليعم الفقراء والعاجزين عن الخيرات المالية

(قوله وأمره بالمعروف الخ) أي أمر الإنسان غيره بما عرف حسنه شرعًا كطاعة الله تعالى والإحسان إلى الناس وإنصاف الغير وحسن الصحبة مع الأهل وغيرهم وكل ما ندب إليه الشرع. والمنكر ضده

(قوله وإماطته الأذى الخ) بإثبات الضمير وفي بعض النسخ وإماطة الأذى إزالة كل ما يؤذي الناس فيها كالشوك والحجر والنجاسة. ويندرج فيه عزل الولاة الظلمة ومن يتولون الوظائف الدينية وغيرها بالرشوة والجهلة من الحكام وقطاع الطريق فكل هؤلاء أذى في طريق المسلين وطريق الدين فإماطتهم صدقة

(قوله وبضعة أهله صدقة) بفتح الموحدة أي مباشرته زوجه فهو من إضافة المصدر إلى فاعله، وفي بعض النسخ وبضعته أهله بنصب أهل على أنه مفعول المصدر المضاف إلى فاعله، والبضع يطلق علي عقد النكاح والفرج والجماع وهو المراد هنا

(قوله ويجزئُ من ذلك كله الخ) بضم الياء من الإجزاء وبفتحها من جزى يجزى أي يكفي عما ذكر من الصدقات المطلوبة عن الأعضاء ركعتان يصليهما في وقت الضحى لأن الصلاة عمل بجميع أعضاء البدن فيكون المصلي قد أدى بكل عضو الصدقة المطلوبة منه لاشتمال الصلاة على الصدقات المذكورة وغيرها فإن فيها أمرًا للنفس بالخير ونهيًا لها عن الشر " (إِنَّ الصَّلَاةَ

<<  <  ج: ص:  >  >>