للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شأن عن شأن

(قوله يتغنى بالقرآن) أي يحسن صوته بتلاوته, أو هو مصدر بمعنى القراءة أو اسم مفعول بمعنى المقروء. والمراد به الكتب المنزله بدليل تنكير نبي

(قوله يجهر به) أي في صلاته أو في تلاوته أو حين تبليغ رسالته وهو مرادف للتغني. وهو يرد تفسير التغني بالاستغناء لأنه لا مناسبة بين الاستغناء بالقرآن وبين الجهر به, وظاهر سياق المصنف يدل على أن لفظ يجهر به من الحديث , وليس كذلك بل هو مدرج فيه من كلام أبي سلمة أو غيره لما أخرجه ابن أبي داود عن محمَّد بن يحيى الذهلي من طريق ابن شهاب عن عبد الحميد بن عبد الرحمن بلفظ "ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي يتغنى بالقرآن" قال ابن شهاب وأخبرني عبد الحميد بن عبد الرحمن عن أبي سلمة يتغنى بالقرآن يجهر به. وأخرج البخاري من طريق ابن شهاب قال أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال "لم يأذن الله لنبي ما أذن لنبي يتغنى بالقرآن" وقال صاحب له يريد يجهر به: قال الحافظ الضمير في له لأبي سلمة والصاحب عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد

(وفي الحديث) دلالة على الترغيب في تحسين الصوت بالقراءة وهو وإن كان وارد في الأنبياء إلا أن غيرهم ممن يعمل بذلك مثلهم فيه.

(والحديث) أخرجه أيضًا الشيخان والنسائي وابن نصر والبيهقي

(باب التشديد فيمن حفظ القرآن ثم نسيه)

أي في بيان الوعيد الشديد الوارد فيمن حفظ القرآن ثم نسيه. وفي بعض النسخ "باب فيمن حفظ القرآن ثم نسيه" بدون لفظ التشديد وفي بعضها "التشديد فيمن حفظ القرآن ثم نسيه" بدون لفظ باب

(ص) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاَءِ نَا ابْنُ إِدْرِيسَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ عَنْ عِيسَى بْنِ فَائِدٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- "مَا مِنِ امْرِئٍ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ ثُمَّ يَنْسَاهُ إِلاَّ لَقِيَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَجْذَمَ".

(ش) (رجال الحديث) (ابن إدريس) هو عبد الله تقدم بالثاني صفحه ٢٥٣. و (عيسى بن فائد) روى عن سعد بن عبادة أو عن رجل عن سعد أو عن عبادة بن الصامت. وعنه يزيد بن أبي زياد. قال ابن المديني مجهول لم يرو عنه غير يزيد بن أبي زياد, وقال ابن عبد البر عيسى بن فائد لم يسمع من سعد بن عبادة ولا أدركه

(معنى الحديث)

(قوله ما من امرئ يقرأ القرآن ثم ينساه) يعني يتركه ولا يعمل بما فيه, فلا يحل حلاله ولا يحرم حرامه. وهذا محمل قوله تعالى "كذلك أتتك آياتنا فنسيتها" ويحتمل

<<  <  ج: ص:  >  >>