أَصْبَحْتَ وَإِذَا أَمْسَيْتَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْجُبْنِ وَالْبُخْلِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ غَلَبَةِ الدَّيْنِ وَقَهْرِ الرِّجَالِ". قَالَ فَفَعَلْتُ ذَلِكَ فَأَذْهَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَمِّي وَقَضَى عَنِّي دَيْنِي.
(ش) (رجال الحديث) (أحمد بن عبيد الله) ويقال عبد الله مكبرًا ابن سهيل ابن صخر أبو عبد الله البصري. روى عن أبيه وأبي أسامة والوليد بن مسلم وأبو بحر البكراوي وغيرهم. وعنه البخاري وأبو داود وأبو زرعة ويعقوب ابن شيبة وأبو حاتم وقال صدوق. قيل مات سنة أربع أو سبع وعشرين ومائتين
و(الغداني) بضم الغين المعجمة وتخفيف الدال نسبة إلى غدانة حي من يربوع.
و(غسان بن عوف) المازني البصري. روى عن سعيد الجريري. وعنه أحمد بن عبيد الله الغداني ومحمد بن جامع العطار. روى له أبو داود وقال هو شيخ بصري وضعفه الساجي والأزدي وقال العقيلي لا يتابع على كثير من حديثه وفي التقريب لين الحديث من الثالثة
و(الجريري) سعيد بن إياس تقدم بأول ص ٣١٣ و (أبو نضرة) المنذر بن مالك تقدم بالثالث ص ٢٧٢
و(أبو أمامة) إياس بن ثعلبة البلوي ويقال عبد الله بن ثعلبة بن عبد الله حليف بني حارثة. روى عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من بدر من أجل أمه, فلما رجع وجدعا ماتت فصلى عليها
(معنى الحديث)
(قوله هموم لزمتني) أي سبب جلوسي في المسجد الآن غموم وديون لزمتني فالتجأت إلى الله في بيته. وتقدم شرح باقي الألفاظ ضمن الأحاديث السابقة, واستعاذ صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم من هذه الأمور كلها إظهارًا للعبودية وتعليما للأمة
(وفي هذه الأحاديث) دلالة علي مشروعية الدعاء والتعوذ , وإلى هذا ذهب جماهير العلماء وأهل الفتوي في جميع الأمصار والأعصار. وذهبت طائفة إلى أن يترك الدعاء والاستسلام للقضاء أفضل, واستدلوا بما أخرجه النسائي وابن ماجه والترمذي والحاكم وصححاه. وتقدم للصنف في "باب الدعاء" عن النعمان بن بشير عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال الدعاء هو العبادة ثم قرأ: وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي (الآية)
وقالوا إن المراد بالدعاء في الآية العبادة لقوله تعالى إن الذين يستكبرون علي عبادتي. وأجاب الجمهور عنه بأن المراد منه المبالغة في الدعاء بأنه من أعظم العبادة فهو على حد قوله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم. الحج عرفة. والدين النصيحة ويؤيده ما أخرجه الترمذي من حديث أنس مرفوعًا. الدعاء مع العبادة.