الشنيع والكفر الفظيع لا نجد من يغضب لله ويغار حمية للدين الحنيف لا عالمًا ولا متعلمًا ولا أميرًا ولا وزيرًا ولا ملكًا. وقد توارد إلينا من الأخبار ما لا يشك معه أن كثيرًا من هؤلاء القبوريين أو أكثرهم إذا توجهت عليه من جهة خصمه حلف باللهِ فاجرًا فإذا قيل له بعد ذلك احلف بشيخك ومعتقدك الولي الفلاني تلعثم وتلكأ وأبى واعترف بالحق، وهذا من أبين الأدلة الدالة على أن شركهم قد بلغ فوق شرك من قال إنه تعالى ثاني اثنين أو ثالث ثلاثة فيا علماء الدين ويا ملوك المسلمين أي رزء للإسلام أشد من الكفر؟ وأي بلاءً لهذا الدين أضر عليه من غير الله؟ وأي مصيبة يصاب بها المسلمون تعدل هذه المصيبة؟ وأي منكر يجب إنكاره إن لم يكن إنكار هذا الشرك البين واجبًا؟
لقد أسمعت لو نادت حيًا ... ولكن لا حياة لمن تنادي
ولو نارًا نفخت بها آضاءت ... ولكن أنت تنفخ في رماد. اهـ
(قوله ولا تمثالًا إلا صمسته) أي وأن لا أدع صورة إلا محوتها وأزلتها، فالتمثال بكسر التاء اسم لصورة ذي روح من مثلت الشيء بالتشديد والتخفيف إذا جعلت له صورة
(فقه الحديث)، دل الحديث على طلب هدم ما ارتفع من القبور فوق شبر. وعلى حرمة تصوير ذي الروح. وعلى وجوب محو ما صور من ذلك. وتقدم بيان المقام وافيًا في (باب الجنب يؤخر الغسل) ص ٢٩٦ من الجزء الثاني ويأتي إن شاء الله تعالى مزيد له في باب الصور
(والحديث) أخرجه أيضًا أحمد ومسلّم والنسائي والترمذي وقال حديث حسن والعمل على هذا عند بعض أهل العم يكرهون أن يرفع القبر فوق الأرض. قال الشافعي أكره أن يرفع إلا بقدر ما يعرف أنه قبر لكيلا يوطأ ولا يجلس عيه اهـ
(ش)(رجال الحديث)(ابن وهب) عبد الله. و (أبو على الهمدان) ثمامة بن شفى تقدم بالرابع صفحة ٢٩٣. و (فضالة بن عبيد) بن ناقذ بقاف وذال معجمة ابن قيس بن صهيب بن الأصرم الأوسي أبو محمد. روى عن النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم وعن