أبو حمزة الأنصارى خدم النبى صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم عشر سنين وشهد بدرا. له ستة وثمانون ومائتان وألف حديث اتفق الشيخان على ثمانية وستين ومائة وانفرد البخارى بثلاثة وثمانين ومسلم بأحد وسبعين. روى عن طائفة من الصحابة. وعنه بنوه موسى والنضر وأبو بكر والحسن البصرى وثابت البنانى وروى الطبرانى عن حفصة عن أنس قال (قالت أم سليم يا رسول الله ادع الله لأنس فقال اللهم أكثر ماله وولده وبارك له فيه قال أنس فلقد دفنت من صلبى سوى ولد ولدى مائة وخمسة وعشرين وأن أرضي لتثمر في السنة مرّتين) وقال جعفر بن سليمان عن ثابت (عن أنس جاءت بى أم سليم إلى النبى صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم وأنا غلام فقالت يا رسول الله أنس ادع الله له فقال النبى صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم اللهم أكثر ماله وولده وأدخله الجنة قال قد رأيت اثنتين وأنا أرجو الثالثة) وقال جعفر أيضا عن ثابت كنت مع أنس فجاء قهرمانه فقال يا أبا حمزة عطشت أرضنا فقام أنس فتوضأ وخرج إلى البرية فصلى ركعتين ثم دعا فرأيت السحاب تلتئم ثم مطرت حتى ملأت كل شيء فلما سكن المطر بعث أنس بعض أهله فقال انظر أين بلغت السماء فنظر فلم تعد أرضه إلا يسيرا وذلك في الصيف، وقال على بن الجعد عن شعبة عن ثابت قال أبو هريرة (ما رأيت أحدا أشبه صلاة برسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم من ابن أم سليم يعنى أنسا) وقال محمد بن عبد الله الأنصارى حدثنا ابن عون عن موسى بن أنس أن أبا بكر لما استخلف بعث إلى أنس لوجهه إلى البحرين على السعاية فدخل عليه عمر فاستشاره فقال ابعثه فإنه لببب كاتب فبعثه (وبالجملة) فمناقب أنس وفضائله كثيرة مات سنة تسعين أو بعدها وقد جاوز المائة وهو آخر من مات بالبصرة من الصحابة رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُم
(قوله إذا دخل الخلاء) أى أراد دخوله لأنه بعد الدخول لا يقول ذلك وقد صرحّ بهذا البخارى في الأدب المفرد من حديث أنس قال (كان رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم إذا أراد أن يدخل الخلاء) الحديث وهذا في الأمكنة المعدّة لذلك أما في غيرها فيقوله عند تشمير الثياب
(قوله قال الخ) أى قال مسدّد في روايته عن حماد بن زيد قال النبى صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم اللهم إنى أعوذ بك من الخبث والخبائث بزيادة اللهم بخلاف روايته عن عبد الوارث، وقوله اللهم أصله يا ألله حذفت منه ياء النداء وعوّض عنها الميم، وقوله أعوذ بك أى ألجأ إليك من العوذ، يقال عذت به أعوذ عوذا وعياذا ومعاذا أى لجأت إليه
(قوله من الخبث) بضمتين قال في الفتح كذا في الرواية اهـ وجاءت بإسكان الموحدة جمع خبيث والمراد به ذكور الشياطين
(قوله والخبائث) جمع خبيثة والمراد إناث الشياطين. قال الخطابيّ وعامة أصحاب الحديث يقولون الخبث بسكون الباء