للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَابْنُ إِسْحَاقَ, وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ, وَلَمْ يَذْكُرُوا هَذَا الْكَلَامَ.

===

وهو في غيره أثبت، وقال ابن حبان: كان يخطئ كثيرًا.

فأما روايته عن الزهري فقد اختلطت عليه صحيفته، فلا يحتج بشيء ينفرد به عن الثقات، وقال ابن عدي: لم أسمع أحدًا في روايته عن غير الزهري شيئًا، قال: وله عن الزهري وعن غيره أحاديث صالحة، ولا بأس به، مات سنة ١٣٣ هـ (١)، أخرج أبو داود حديث سليمان بن كثير هذا في الباب الآتي من طريق أبي الوليد الطيالسي وعبد الصمد.

(وابن إسحاق) هو محمد بن إسحاق بن يسار، أخرج المصنف حديثه موصولًا عن الزهري في الباب الآتي، (وسفيان بن عيينة) أخرج مسلم (٢) حديث سفيان بن عيينة عن الزهري موصولًا، ثم قال في آخره بنحو حديثهم، فيستدل بذلك على أن عند مسلم ليس في حديث سفيان بن عيينة زيادة على حديث الحفاظ عن الزهري كما ادّعاه أبو داود، ويمكن الاعتذار عنه بأن دعوى الزيادة في حديث سفيان عن الزهري على طريق خاص، وهذا الذي ذكره مسلم غير ذلك الطريق، ويدل عليه ما قال أبو في داود: وروى الحميدي هذا الحديث عن ابن عيينة لم يذكر فيه "تدع الصلاة أيام أقرائها"، فكما لم يذكر الحميدي هذه الزيادة، كذلك لم يذكرها محمد بن المثنى عن سفيان في حديث مسلم، ولكن يشكل حينئذ نسبة الزيادة إلى سفيان، بل الأقرب أن الوهم فيه من تلميذه الذي روى عنه الزيادة، فإنه لو كان الزيادة من سفيان لا بد أن يذكره محمد بن المثنى والحميدي أيضًا.

(ولم يذكروا هذا الكلام) ضمير الجمع يعود إلى المذكورين من


(١) هكذا في "التهذيب" (٤/ ٢١٦) بلفظ ثلاث وثلاثين، وفي "التقريب" و"الميزان" (٢/ ٢٢٠): ثلاث وستين. (ش). [قلت: وفي "التقريب" في الطبعة القديمة والجديدة أيضًا "ثلاث وثلاثين" وما جاء في "الميزان" "ثلاث وستين" فهو تحريف].
(٢) "صحيح مسلم" (٣٣٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>