للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَبَا ذَرٍّ, لأُمِّكَ الْوَيْلُ! » , فَدَعَا لِى بِجَارِيَةٍ سَوْدَاءَ, فَجَاءَتْ بِعُسٍّ فِيهِ مَاءٌ, فَسَتَرَتْنِى بِثَوْبٍ, وَاسْتَتَرْتُ بِالرَّاحِلَةِ وَاغْتَسَلْتُ, فَكَأَنِّى أَلْقَيْتُ عَنِّى جَبَلاً. فَقَالَ: «الصَّعِيدُ الطَّيِّبُ وَضُوءُ الْمُسْلِمِ وَلَوْ إِلَى عَشْرِ سِنِينَ, فَإِذَا وَجَدْتَ الْمَاءَ فَأَمِسَّهُ, فَإِنَّ ذَلِكَ خَيْرٌ».

===

بها الدعاء، كتربت يداك، وقد ورد بمعنى التعجب، ومنه: ويل أمه مُسْعِرُ حرب، تعجبًا من شجاعته (أبا ذر) بتقدير حرف النداء، (لأمك الويل (١)! فدعا لي بجارية سوداء) أي وأمرها أن تأتي بالماء، (فجاءت بعُسٍّ) العس القدح الكبير، في "القاموس": العساس ككتاب: الأقداح العظام، الواحد عُس بالضم (فيه ماء، فسترتني بثوب، واستترت) أي من جهة أخرى (بالراحلة واغتسلت، فكأني ألقيت عني جبلًا) أي كأني كان على رأسي ثقل جبل من الجنابة، فألقيته عن رأسي بالغسل.

(فقال) أي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (الصعيد الطيب وضوء المسلم) أي طهوره ما لم يجد الماء (ولو إلى عشر سنين) أي ولو لم يجد الماء (٢) إلى عشر سنين، فيكفيك الصعيد الطيب، (فإذا وجدت (٣) الماء فأمسه) أي بشرتك كما في رواية أحمد، معناه فاغتسل، (فإن ذلك خير) وهذا اللفظ ليس في رواية أحمد، ومعناه: فإن الاغتسال عند وجدان الماء خير، فصيغة (٤) التفضيل معناه نفس الفعل من غير زيادة عليه.


(١) زاد الطبراني: قلت: "إني جنب، وأكره أن أخاطبك وأنا على غير طهارة" "ابن رسلان". (ش).
(٢) استدل به الحنفية أنه لا يبطل بخروج الوقت خلافًا لهم الثلاثة، وسيأتي قريبًا. (ش).
(٣) استدل به على ما قاله الحنفية والحنابلة أن وجدانه ينقض التيمم ولو في الصلاة خلافًا لمالك والشافعي. (ش).
(٤) بسط في "الكوكب" (١/ ١٥٧) في توجيهاته. (ش).

<<  <  ج: ص:  >  >>