للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ: إِنِّى اجْتَوَيْتُ الْمَدِينَةَ, فَأَمَرَ لِى رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بِذَوْدٍ وَبِغَنَمٍ, فَقَالَ لِى: «اشْرَبْ مِنْ أَلْبَانِهَا» (١) - وَأَشُكُّ فِى «أَبْوَالِهَا» -, فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ: فَكُنْتُ أَعْزُبُ عَنِ الْمَاءِ وَمَعِى أَهْلِى, فَتُصِيبُنِى الْجَنَابَةُ, فَأُصَلِّى بِغَيْرِ طُهُورٍ,

===

أعزب عن الماء ومعي أهلي فتصيبني الجنابة، فوقع ذلك في نفسي، قال: هل تعرف أبا ذر؟ قلت: نعم، قال: فإني اجتَوَيتُ"، الحديث.

(فقال أبو ذر: إني اجتويت المدينة) قال في "النهاية" (٢): اجتووا المدينة أي أصابهم الجوى، هو المرض وداء الجوف إذا تطاول، وذلك إذا لم يوافقهم هواؤها واستوخموها، ويقال: اجتويت البلد إذا كرهت المقام فيه، وإن كنت في نعمة.

(فأمر لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بذود) أي إبل (وبغنم، فقال لي: اشرب من ألبانها، - وأشك في أبوالها -)، والشاك حماد (٣) بن سلمة أو موسى بن إسماعيل، فإنه شك هل قال شيخه لفظ أبوالها أو لا؟ .

(فقال أبو ذر: فكنت أعزب) بالمهملة والزاي كما في قوله تعالى: {وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ} (٤)، قال في القاموس: والعُزُوبُ: الغَيْبَةُ، يَعْزُبُ وَيَعْزِبُ أي من حد نصر وضرب، وأما ما ضبطه في الحاشية (٥) بالتشديد ولعله فهم بالغين المعجمة والراء فلم أجد له أصلًا في الرواية (عن الماء ومعي أهلي، فتصيبني الجنابة، فأصلي بغير طهور)


(١) زاد في نسخة: "قال حماد".
(٢) (ص ١٧٤).
(٣) وتؤيده نسخة الحاشية. (ش).
(٤) سورة يونس الآية ٦١.
(٥) والظاهر عندي أن ما في الحاشية، مجهول من التفعيل، وضبطه صاحب "الدرجات" (ص ٤٢) بزاي كأنصر أي أغيب. (ش).

<<  <  ج: ص:  >  >>