للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ حَمَّادٌ: وَسَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ أَبِى صَدَقَةَ قَالَ: سَأَلْتُ مُحَمَّدًا عَنْهُ, فَلَمْ يُحَدِّثْنِى وَقَالَ: سَمِعْتُهُ مُنْذُ زَمَانٍ, وَلَا أَدْرِى مِمَّنْ سَمِعْتُهُ, وَلَا أَدْرِى أَسَمِعْتُهُ مِنْ ثَبَتٍ أَوْ (١) لَا, فَسَلُوا عَنْهُ.

===

(قال حماد) أي ابن زيد: (وسمعت سعيد بن أبي صدقة) البصري، أبو قرة بضم قاف وشدة راء، قال أحمد وابن معين: ثقة، وقال ابن سعد: كان ثقة إن شاء الله، وذكره ابن حبان في "الثقات".

(قال: سألت محمدًا) أي ابن سيرين (عنه) أي عن هذا الحديث (فلم يحدثني) وامتنع عن تحديث هذا الحديث واعتذر (وقال: سمعته منذ زمان، ولا أدري ممن سمعته) أي لم أحفظ اسم شيخي الذي سمعت هذا الحديث منه (ولا أدري) أي ولم أحفظ (أسمعته من ثبت) أي من رجل ثبت وثقة في الحديث، فثبت مصدر، وصف به مبالغة، كما يقال: زيد عدل، ورجل صدق، والهمزة فيه للاستفهام، والاستفهام ليس بمراد، بل هو لتأكيد التردد (أو لا) أي غير ثبت (فسلوا) أي الناس (عنه) أي عن حال هذا الحديث.

قلت: والغرض من هذا الكلام بيان أن حمادًا روى هذا الحديث عن هشام عن ابن سيرين عن عائشة، ومحمد بن سيرين لم يسمع من عائشة شيئًا، ما قاله أبو حاتم، ثم أثبت هذا الانقطاع من سعيد بن أبي صدقة، فإنه سأل محمدًا عن هذا الحديث، فلم يحدثه محمد بن سيرين، وقال: لا أدري ممن سمعته، ولا أدري أسمعته من ثقة ثبت أو غيره، فلا يثبت هذا الحديث بهذا السند.


(١) وفي نسخة: "أم".

<<  <  ج: ص:  >  >>