للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- صَلَّى الظُّهْرَ حِينَ تَزُولُ الشَّمْسُ, وَرُبَّمَا أَخَّرَهَا حِينَ يَشْتَدُّ الْحَرُّ, وَرَأَيْتُهُ يُصَلِّى الْعَصْرَ وَالشَّمْسُ مُرْتَفِعَةٌ بَيْضَاءُ قَبْلَ أَنْ تَدْخُلَهَا الصُّفْرَةُ, فَيَنْصَرِفُ الرَّجُلُ مِنَ الصَّلَاةِ, فَيَأْتِى ذَا الْحُلَيْفَةِ قَبْلَ غُرُوبِ الشَّمْسِ, وَيُصَلِّى الْمَغْرِبَ حِينَ تَسْقُطُ الشَّمْسُ, وَيُصَلِّى الْعِشَاءَ حِينَ يَسْوَدُّ الأُفُقُ, وَرُبَّمَا أَخَّرَهَا حَتَّى يَجْتَمِعَ النَّاسُ, وَصَلَّى الصُّبْحَ مَرَّةً بِغَلَسٍ, ثُمَّ صَلَّى (١) مَرَّةً أُخْرَى فَأَسْفَرَ بِهَا, ثُمَّ كَانَتْ

===

صليت، ويحتمل أن يكون مفعول يحسب (فرأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلَّى الظهر حين تزول الشمس، وربما أخرها حين يشتد الحر) لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "إذ اشتد الحر فأبردوا بالصلاة"، وفي رواية: "فإن شدة الحر من فيح جهنم".

(ورأيته) أي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (يصلي العصر والشمس مرتفعة بيضاء قبل أن تدخلها الصفرة، فينصرف الرجل من الصلاة) أي فيفرغ منها فيروح (فيأتي ذا الحليفة). قال في "القاموس": وذو الحليفة موضع على ستة أميال من المدينة، وهو ماء من بني جشم، وميقات لأهل المدينة (قبل غروب الشمس)، وهذا دليل على أن ابتداء وقت العصر كان في ذلك الوقت إذا كان ظل كل شيء مثله، كما هو مذهب جمهور الفقهاء، وهو قول محمد وأبي يوسف صاحبي أبي حنيفة ورواية عنه.

(ويصلي المغرب حين تسقط) أي تغيب (الشمس، ويصلي العشاء حين يسود الأفق) ويغيب الشفق الأبيض والأحمر، وهذا دليل على أن ابتداء وقت العشاء بعد غيبوبة الشفق الأبيض، كما هو مذهب أبي حنيفة - رحمه الله تعالى-.

(وربما أخرها) أي صلاة العشاء (حتى يجتمع الناس، وصلى الصبح مرة بغلس، ثم صلى مرة أخرى فأسفر بها) أي بصلاة الفجر (ثم كانت


(١) زاد في نسخة: "الصبح".

<<  <  ج: ص:  >  >>