للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مَا دَامَتِ الشَّمْسُ بَيْضَاءَ نَقِيَّةً".

===

(مَا دَامَتِ الشَّمْسُ بَيْضَاءَ نَقِيَّةً) أي صافية اللون لم يدخلها تغير وصفرة.

قال العيني (١): قال القرطبي: خالف الناس كلهم أبا حنيفة فيما قاله حتى أصحابه، قلت: إذا كان استدلال (٢) أبي حنيفة بالحديث فما يضر مخالفة الناس له، ويؤيد ما قال أبو حنيفة حديث علي بن شيبان هذا، وهذا يدل على أنه كان يصلي العصر عند صيرورة ظل كل شيء مثليه، وحديث جابر: "صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - العصر حين صار ظل كل شيء مثليه قدر ما يسير الراكب إلى ذي الحليفة العنق"، رواه ابن أبي شيبة بسندٍ لا بأس به.

وقال في "الجوهر النقي" (٣): أخرجه أبو داود وسكت عنه، قلت: ويؤيده ما ذكره البيهقي (٤) من رواية عبد الواحد أو عبد الحميد بن نافع أو نفيع الكلابي عن عبد الله بن رافع بن خديج عن أبيه: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يأمرهم بتأيخر العصر"، وهو مختلف في اسمه واسم أبيه، واختلف عليه في اسم ابن رافع فقيل فيه: عبد الله، وقيل: عبد الرحمن، قال البخاري: لا يتابع عليه، وحكي عن الدارقطني أنه قال: الصحيح عن رافع ضد هذا.

وأجاب عنه في "الجوهر النقي"، قلت: ذكر ابن حبان في ثقات التابعين عبد الله بن رافع، وذكر في ثقات أتباع التابعين عبد الواحد ابن نافع.

وما أخرج الحاكم (٥) بسنده - وقال: صحيح على شرط البخاري - عن العباس بن ذريح عن زياد بن عبد الله النخعي قال: كنا جلوسًا مع علي في


(١) "عمدة القاري" (٤/ ٤٧).
(٢) ولا يذهب عليك أن الأصل المرجح عندنا في كل شيء أن الأوفق بالقرآن أقدم من كل شيء، فقوله: {قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا} يدل على اتصال الصلاتين بالطلوع والغروب، فإن بعد المثل لا يقال قبل الغروب كما لا يخفى. (ش).
(٣) (١/ ٤٤١).
(٤) "السنن الكبرى" (١/ ٤٤٣).
(٥) "المستدرك" (١/ ١٩٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>