للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ: "أَنَا أَعْلَمُ النَّاسِ بِوَقْتِ هَذِهِ الصَّلَاةِ, صَلَاةِ الْعِشَاءِ الآخِرَةِ, كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يُصَلِّيهَا لِسُقُوطِ الْقَمَرِ لِثَالِثَةٍ" (١). [ت ١٦٥، ن ٥٢٨، دي ١٢١١، حم ٤/ ٢٧٠، ش ١/ ٣٣٠، حب ١٥٢٦، قط ١/ ٢٦٩، ك ١/ ١٩٤، ق ١/ ٤٤٨]

===

(عن النعمان) بضم النون (ابن بشير) (٢) بكسر (٣) الموحدة، الأنصاري الخزرجي، أبو عبد الله المدني، له ولأبويه صحبة، وأمه عمرة بنت رواحة، ولد على رأس أربعة عشر شهرًا من الهجرة، وهو أول مولود ولد في الأنصار بعد قدوم النبي - صلى الله عليه وسلم -، كان أميرًا على الكوفة في عهد معاوية، ثم عزله عن الكوفة، وكان أخطب الناس، أتى به أبوه بشير بن سعد إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، اُدع له فقال: "أما ترضى أن يبلغ ما بلغت، ثم يأتي الشام فيقتله منافق من أهل الشام"، فكان في حمص، فبايع لابن الزبير بعد موت يزيد بن معاوية، فلما تمرد أهل حمص خرج هاربًا فأتبعه خالد بن خلي الكلاعي، فقتله سنة ٦٥ أو ٦٦ هـ.

(قال: أنا أعلم (٤) الناس بوقت هذه الصلاة) هذا من باب التحدث بنعمة الله عليه لزيادة العلم مع ما فيه من حمل السامعين على اعتماد مرويه، ولعل وقوع هذا القول منه بعد موت غالب أكابر الصحابة وحفاظهم الذين هم أعلم بذلك منه، قاله القاري (٥)، ويحتمل أنه صدر منه على ظن أنه لم يضبط هذه العلامة من الصحابة أحد، كما ضبطتها وأتقنتها.

(صلاة العشاء) بالجر على البدل وبالنصب بتقدير أعني (الآخرة) احتراز عن المغرب كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصليها لسقوط القمر) اللام للوقت أي وقت غروبه (الثالثة) أي في ليلة ثالثة من الشهر، قال القاري: والأظهر أنه متعلق


(١) وفي نسخة: "لثلاث".
(٢) انظر ترجمته في: "أسد الغابة" (٤/ ٢٣٥) رقم (٥٢٣٨).
(٣) هكذا في الأصل والظاهر بفتح الموحدة. (ش).
(٤) وفيه ثناء الرجل على نفسه لمصلحة قبول روايته وانتشار العلم به. "ابن رسلان". (ش).
(٥) "مرقاة المفاتيح" (٢/ ١٣٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>