للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حَتَّى خَرَجَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم-, فَقَالُوا لَهُ كَمَا قَالُوا, فَقَالَ (١): «أَعْتِمُوا بِهَذِهِ الصَّلَاةِ, فَإِنَّكُمْ قَدْ فُضِّلْتُمْ بِهَا عَلَى سَائِرِ الأُمَمِ, وَلَمْ تُصَلِّهَا أُمَّةٌ قَبْلَكُمْ». [حم ٥/ ٢٣٧، ق ١/ ٤٥١]

٤٢٢ - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ, حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ, حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ

===

والاختلاف (حتى خرج النبي - صلي الله عليه وسلم -) من حجرته إلى المسجد (فقالوا له كما قالوا) فيما بينهم.

(فقال: أعتموا) (٢) أمر من الإفعال (بهذه الصلاة) أي أخروها وصلوها في العتمة، والعتمة شدة الظلام (فإنكم (٣) قد فضلتم بها) (٤) أي بصلاة العتمة (على سائر الأمم) أي على جميع الأمم أو باقيها بعد إخراج هذه الأمة منها، (ولم تصلها) أي صلاة العشاء (أمة) أي من الأمم (قبلكم) وقد تقدم توجيه التعارض بين هذا الحديث، وبين ما تقدم من حديث إمامة جبرئيل، وفيه: "هذا وقت الأنبياء من قبلك" فلا نعيده.

٤٢٢ - (حدثنا مسدد) بن مسرهد، (نا بشر بن المفضل، نا داود بن


(١) وفي نسخة: "فقال لهم".
(٢) يقال: أعتم إذا دخل في العتمة كما يقال: أصبح، "ابن رسلان"، وفي الحديث جواز القول بالعتمة، وفيه أيضًا حجة لمختار الحنفية من أفضلية تأخير العشاء خلافًا للشافعية كما في "التوشيح" إذ قال: أفضلها أولها كما في "روضة المحتاجين". (ش).
(٣) تعليل للتأخير, لأنكم إذا فضلتم بها واختصت بكم، فمن كمال الاهتمام بشأنه التأخير بشرط انتظارها، فإن كل من انتظرها يكون في حكم الصلاة، والأصل في العشاء آخر الوقت، كما يدل عليه تقسيم الأوقات على الصلوات على ما قرره شيخ الإِسلام مولانا حسين أحمد المدني - قدس سره -، فعلى هذا الأصل إتيانها في نصف الليل، لكنه قدم إبقاء على الأمة، فتأمل فإنه دقيق. (ش).
(٤) ظاهره أفضلية العشاء على بقية الصلوات إذ هي خصيصة لأفضل الأمم، وما ورد من القول الراجح في المراد بالصلاة الوسطى أنها العصر يقتضي ترجيحها، ونقل صاحب "الإحياء" (١/ ٣٥١) برواية عائشة مرفوعًا: "أفضل الصلوات عند الله المغرب لم يحطها عن مسافر ولا عن مقيم، فتح بها صلاة الليل وختم بها صلاة النهار" ... إلخ. (ش).

<<  <  ج: ص:  >  >>