للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ: فَأُلْقِيَتْ مَحَبَّتِى (١) عَلَيْهِ, فَمَا فَارَقْتُهُ حَتَّى دَفَنْتُهُ بِالشَّامِ مَيْتًا, ثُمَّ نَظَرْتُ إِلَى أَفْقَهِ النَّاسِ بَعْدَهُ, فَأَتَيْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ فَلَزِمْتُهُ حَتَّى مَاتَ, فَقَالَ: قَالَ لِى رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «كَيْفَ بِكُمْ إِذَا أَتَتْ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ يُصَلُّونَ الصَّلَاةَ لِغَيْرِ مِيقَاتِهَا؟ » , قُلْتُ: فَمَا تَأْمُرُنِى إِنْ أَدْرَكَنِى ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «صَلِّ الصَّلَاةَ لِمِيقَاتِهَا, وَاجْعَلْ صَلَاتَكَ مَعَهُمْ

===

(قال: فألقيت (٢) محبتي عليه، فما فارقته) أي فلزمته (حتى دفنته بالشام ميتًا) أي مات بالشام (٣) فدفنته (ثم نظرت إلى أفقه الناس) أي الصحابة (بعده) أي بعد معاذ (فأتيت ابن مسعود فلزمته حتى مات، فقال) أي ابن مسعود: (قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: كيف بكم) أي ماذا يكون حالكم، وماذا تفعلون (إذا أتت عليكم أمراء يصلون الصلاة لغير ميقاتها؟ ) أي المختار، لا لغير ميقاتها الحقيقي، فإن المنقول عن الأمراء المتقدمين والمتأخرين إنما هو تأخيرها عن وقتها المختار، ولم يؤخرها أحد منهم عن جميع وقتها، فوجب حمل هذه الأخبار على ما هو الواقع، وهذا من المعجزات، فإنه قد وقع كما أخبر به رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

(قلت: فما تأمرني إذا أدركني ذلك) أي الوقت (يا رسول الله؟ قال) أي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (صلِّ الصلاة (٤) لميقاتها) المختار، (واجعل صلاتك معهم


(١) وفي نسخة: "عليه محتبي".
(٢) ضبطه ابن رسلان ببناء المجهول، قال ابن رسلان: هو من القلب، أي ألقيت محبته علي، كما في قوله تعالى: {إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ} الآية [القصص: ٧٦]، {وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ} [يونس: ١٠٧] أي يريد الخير بك وغير ذلك، قلت: أليس أن يقال: هو مثل قوله تعالى: {وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي} [طه: ٣٩] على إحدى التفسيرين، فإنهم قالوا: إن لفظ "مني" متعلق بأحببت، أي إني أحببتك، والثاني: أنه متعلق بمحذوف أي محبة كائنة مني. (ش).
(٣) وقد استعمله عمر عليها بعد أبي عبيدة بن الجراح، فتوفي في عامه ذلك في طاعون عمواس، "ابن رسلان". (ش).
(٤) وزاد في "مسلم": "ثم اذهب لحاجتك وإن أقيمت الصلاة وأنت في المسجد"، الحديث (٦٤٨). "ابن رسلان". (ش).

<<  <  ج: ص:  >  >>