للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

قد قرأت "سنن أبي داود" برواية اللؤلؤي على شيخي وسيدي مولانا محمد مظهر النانوتوي - رحمه الله تعالى، - بعضها قراءة عليه وبعضها سماعًا منه حين كان نازلًا في اللكهنوتي، ثم أجازني به بجميع مروياته شيخي مولانا عبد القيوم بن مولانا عبد الحي البدهانوي ثم البوفالي، ختن مولانا الشاه محمد إسحاق الدهلوي، ثم المهاجر المكي.

ثم حصل لي الإجازة مكاتبة من شيخ العلماء بمكة المحمية السيد أحمد دحلان، ثم قرأت أوائل الصحاح الستة على مولانا وشيخ مشايخنا الشيخ عبد الغني المجددي الدهلوي المهاجر المدني - رحمة الله عليه -، وكتب لي الإجازة العامة سنة أربع وتسعين بعد ألف ومائتين، ثم أجازني مكاتبة ومشافهة حضرة مولانا السيد أحمد البرزنجي المدني حين حضرت المدينة المنورة مرة أخرى سنة أربع وعشرين بعد ألف وثلاث مائة (١).

وكثيرًا ما كان يختلج في صدري أن يكون على "سنن أبي داود" شرح يحل مغلقاته، ويكشف معضلاته، ويذلل صعابه، ويسهل مشكلاته، ولكني كنت أحقر نفسي أن أتحمل هذا الحمل الثقيل، وأكون في هذا المضيق دخيلًا، حتى رأيت جزءًا واحدًا من الشرح الذي ألفه الشيخ أبو الطيب شمس الحق المسمَّى بـ "غاية المقصود"، فوجدته لكشف مكنوزاته كافلًا، وبجميع مخزوناته حافلًا - فللَّه دره -، قد بذل فيه وسعه وسعى سعيه، إلَّا أنه في بعض المواضع منه أخذته الحدَّة، فاستطال على مكانة إمام الأئمة أبي حنيفة النعمان - عليه سجال الرحمة والغفران -، ومع هذا فلم يشع منه إلَّا هذا الجزء الأول، والأجزاء الباقية كأنها سالت بها البطاح، أو طارت بها أدراج الرياح.

ثم رأيت "عون المعبود" للشيخ محمد أشرف كان مختصر "غاية


(١) وقد حصلت له أيضًا إجازة عامة من المحدث الكبير الشيخ بدر الدين الشامي مراسلة في سنة ١٣٢٩ هـ. انظر: "العناقيد الغالية" (ص ١٢٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>