للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يَخْطُبُ يَوْمًا، إِذْ رَأَى نُخَامَةً في قِبْلَةِ الْمَسْجِدِ، فَتَغَيَّظَ عَلَى النَّاسِ، ثُمَّ حَكَّهَا. قَالَ: وَأَحْسَبُهُ قَالَ: فَدَعَا (١) بِزَعْفَرَانٍ فَلَطَّخَهُ بِهِ، قَال: وَقَالَ: "إِنَّ الله تَعَالَى قِبَلَ وَجْهِ أَحَدِكُمْ إِذَا صَلَّى،

===

يخطب يومًا إذ) للمفاجأة وهي الواقعة بعد بين وبينما (رأى نخامة في قبلة المسجد) أي جدار المسجد الذي يلي القبلة، والظاهر أنه رآها بعد ما فرغ من الخطبة وتوجه إلى القبلة، ويمكن أنه رآها في حالة الخطبة حين كان موليًا ظهره كما ورد في الحديث: (إني أراكم من وراء ظهري".

(فتغيظ) أي أظهر الغضب على هذا الفعل (على الناس، ثم حكها) (٢) أي النخامة (قال) أي نافع أو أحد من رواة السند غيره: (وأحسبه) أي ابن عمر, وعلى الثاني مرجع الضمير شيخ القائل (قال: فدعا بزعفران (٣) فلطخه) أي محل النخامة (به) أي بزعفران (قال: وقال) أي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إن الله تعالى قبل وجه أحدكم إذا صلَّى).

قال الخطابي (٤): تأويله أن القبلة التي أمر الله عَزَّ وَجلَّ بالتوجه إليها في الصلاة قبل وجهه فليصنها عن النخامة , وفيه إضمار وحذف واختصار، كقوله تعالى: {وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ} (٥) أي حب العجل، وإنما أضيف تلك الجهة إلى الله تعالى على سبيل التكرمة كما قيل: بيت الله وكعبة الله تعالى.


(١) وفي نسخة: "ودعا".
(٢) زاد البخاري: "بيده"، والمعنى تولى بنفسه لا أنه باشر بيده، ويؤيده ما سيأتي بعرجون، ولا مانع من تعدد القصة. (ش).
(٣) ولفظ النسائي: "فقامت امرأة من الأنصار، فحكتها فجعلت مكانها خلوقًا"، "ابن رسلان"، وقال أيضًا: فيجمع على التعدد، أو أن النسبة إليه مجازي بالأمر. (ش).
(٤) "معالم السنن" (١/ ١٩٥).
(٥) سورة البقرة: الآية ٩٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>