للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٨٤ - حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ حَمَّادٍ, حَدَّثَنَا اللَّيْثُ, عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِىِّ, عَنْ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِى نَمِرٍ, أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: دَخَلَ رَجُلٌ عَلَى جَمَلٍ فَأَنَاخَهُ فِى الْمَسْجِدِ, ثُمَّ عَقَلَهُ ثُمَّ قَالَ: أَيُّكُمْ مُحَمَّدٌ؟ وَرَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مُتَّكِئٌ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِمْ, فَقُلْنَا لَهُ: هَذَا الأَبْيَضُ الْمُتَّكِئُ,

===

فعند الحنفية (١) الجواز مطلقًا، وعن المالكية والمزني المنع مطلقًا، وعن الشافعية التفصيل بين المسجد الحرام وغيره للآية (٢).

٤٨٤ - (حدثنا عيسى بن حماد، أنا الليث) بن سعد، (عن سعيد المقبري، عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر، أنه سمع أن بن مالك يقول) أي أنس: (دخل رجل على جمل) وهو ضمام بن ثعلبة السعدي وافد بني سعد بن بكر، وكان عمر بن الخطاب يقول: ما رأيت أحدًا أحسن مسألة ولا أوجز من ضمام بن ثعلبة، والراجح أن قدومه كان سنة تسع.

(فأناخه في المسجد) فيه مجاز الحذف، والتقدير: فأناخه في ساحة المسجد أو نحو ذلك, لأنه صريح (٣) في رواية ابن عباس الآتية، ولفظها: "فأناخ بعيره على باب المسجد فعقله ثم دخل"، وفي رواية أبي نعيم: "أقبل على بعير له حتى أتى المسجد فأناخه، ثم عقله فدخل المسجد"، (ثم عقله) بتخفيف القاف أي شد ساعد الجمل إلى فخذه ملويًا.

(ثم قال: أيكم محمد؟ ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - متكئٌ بين ظهرانيهم) أي وسطهم، قال في "القاموس": وهو بين ظهريهم وظهرانيهم ولا تكسر النون، وبين اْظهرهم أي وسطهم، (ففلنا له: هذا الأبيض المتكئ) مبتدأ محذوف الخبر، أو خبر حذف مبتدؤه بقرين السؤال، وهو محمد.


(١) غير محمد كما بسطه الشامي (٦/ ٣٢٤). (ش).
(٢) وكذا قال ابن رسلان، وبسطه العيني (٣/ ٥١٥). (ش).
(٣) فلا يصح ما استنبطه ابن بطال من طهارة بول مأكول اللحم، كما هو مذهب مالك وأحمد، "ابن رسلان". (ش).

<<  <  ج: ص:  >  >>