للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَقَالَ الرَّجُلُ: يَا ابْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ, فَقَالَ لَهُ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم-: «قَدْ أَجَبْتُكَ» , فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: يَا مُحَمَّدُ, إِنِّى سَائِلُكَ, وَسَاقَ الْحَدِيثَ. [خ ٦٣، م ١٢، ن ٢٠٩١، جه ١٤٠٢، ت ٦١٩، حم ٣/ ١٦٨، دي ٦٥٠، ق ٣/ ٦٢]

===

(فقال له) أي لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - (الرجل: يا ابن عبد المطلب، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: قد أجبتك) (١) أي سمعتك، أو المراد إنشاء الإجابة، أو نزل تقريره للصحابة في الإعلام عنه منزلة النطق، (فقال له الرجل: يا محمد).

قال العلماء: لعل هذا كان قبل النهي عن مخاطبته - صلى الله عليه وسلم - باسمه قبل نزول قول الله عَز وَجَل: {لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا} (٢)، ويحتمل أن يكون بعد نزول الآية ولم تبلغ الآية هذا القائل.

قلت: وهذا التأويل محمول على أن قوله في الحديث: آمنت بما جئت، يكون (٣) إخبارًا، وإما على احتمال أن يكون قوله إنشاء، ورجحه القرطبي، فلا يحتاج إلى هذه التأويلات، ويؤيده ما عقد المصنف من الباب في المشرك يدخل المسجد، فإنه يقتضي أنه أسلم بعد ما تكلم مع النبي - صلى الله عليه وسلم - وسمع جوابه.

(إني سائلك، وساق الحديث) أخرجه (٤) البخاري مطولاً من طريق عبد الله بن يوسف.


(١) قال ابن رسلان: لم يقل نعم, لأنه لم يخاطبه بما يليق من التعظيم، وقال الخطابي (انظر: "مختصر المنذري مع معالم السنن" ١/ ١٩٧): لم يرض بما ناداه من الانتساب إلى جده الكافر فأجابه، وأشكل بقوله عليه الصلاة والسلام في حنين: "أنا ابن عبد المطلب"، وأجابه بأنه كان لضرورة، كما في "عون المعبود" (٢/ ١٥٢)، والأوجه عندي أنه إخبار لإِجابته أولًا. (ش).
(٢) سورة النور: الآية ٦٣.
(٣) وعلى هذا فتبويب المصنف محمول على أنهم تركوا شخصًا يدخل المسجد من غير استفسار، "ابن رسلان".
وقلت: وعلى هذا يتفق رأي المصنف رأي البخاري إذ بوب عليه "العرض على المحدث"، قال ابن رسلان: ليتهم أوّلوا بتبويب البخاري وأقروا بتبويب أبي داود على ظاهره فإنه أصرح في المسألة. (ش).
(٤) الذي فيه تكرار "آلله أمرك بهذا قال: نعم". (ش).

<<  <  ج: ص:  >  >>