للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَنَامَ، فَلَمَّا أَصْبَحُوا نَزَلَتْ عَلَيْهِ هَذِهِ الآيَةُ فِيهَا: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ} (١). [حم ٥/ ٢٤٦، خزيمة ٢٨٤، ق ١/ ٣٩٠، ش ١/ ١٠٤]

===

على النار، وشيئًا إما مفعول لنسخن أي شيئًا من الطعام، أو منصوب على الظرفية لفعل مقدر أي اصبر شيئًا من الزمن.

(فنام) أي فغلبته عيناه، (فلما أصبحوا) أي المسلمون (نزلت عليه) أي على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (هذه الآية فيها) أي في تلك الواقعة، وهي قوله تعالى: ({أُحِلَّ}) أي أحل الله ({لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ}) أي ليلة يوم الصيام ({الرَّفَثُ}) كناية عن الجماع، عدي بإلى لتضمنه معنى الإفضاء أي مفضين ({إِلَى نِسَائِكُمْ}).

وهذا تحويل ثالث، فإنه كان في الأول أن الرجل إذا أفطر فنام قبل أن يأكل لا يجوز له الأكل بعده لا في ليل ولا في نهار حتى يفطر في اليوم الثاني، ثم نسخ هذا الحكم وأبيح لهم في جميع ليلة الصيام المفطرات الثلاثة.

قال الشوكاني (٢): الحديث أخرجه أيضًا الدارقطني من حديث الأعمش عن عمرو بن مرة، عن ابن أبي ليلى، عن معاذ بن جبل به، ورواه أبو الشيخ في كتاب الأذان من طريق يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن عبد الله بن زيد. قال الحافظ: وهذا الحديث ظاهر الانقطاع، قال المنذري: إلَّا أن قوله في رواية أبي داود: "حدثنا أصحابنا" إن أراد الصحابة فيكون مسندًا وإلَّا فهو مرسل، وفي رواية ابن أبي شيبة وابن خزيمة والطحاوي والبيهقي: "حدثنا أصحاب محمد"، فتعين الاحتمال الأول، ولهذا صححها ابن حزم وابن دقيق العيد.


(١) سورة البقرة: الآية ٨٧.
(٢) "نيل الأوطار" (٢/ ٦٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>