للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَيَشْهَدُ لَهُ كُلُّ رَطْبٍ وَيَابِسٍ، وَشَاهِدُ الصَّلَاةِ يُكْتَبُ لَهُ خَمْسٌ وَعِشْرُونَ صَلَاةً، وَيُكَفَّرُ عَنْهُ مَا بَيْنَهُمَا". [ن ٦٤٥، جه ٧٢٤، حم ٢/ ٢٦٦، خزيمة ٣٩٠، ق ١/ ٤٣١، حب ١٦٦٦]

===

أي يغفر له مغفرة طويلة عريضة على طريق المبالغة، أي يستكمل مغفرة الله إذا استوفى وسعه في رفع الصوت، وقيل: يغفر خطاياه وإن كان بحيث لو فرضت أجسامًا لملأت ما بين الجوانب التي يبلغها الصوت، وقيل: معناه يغفر ذنوبها التي باشرها في تلك النواحي إلى حيث يبلغ صوته، وقيل: معناه يغفر بشفاعته ذنوب من كان ساكنًا أو مقيمًا إلى حيث يبلغ صوته، وقيل: يغفر بمعنى يستغفر أي يستغفر له كل من يسمع صوته.

(ويشهد له كل رطب ويابس) أي كل نام وجماد يبلغه صوته، والشهادة تحمل على الحقيقة بقدرة الله تعالى على إنطاقهما، أو على المجاز، قاله ابن الملك "مرقاة" (١).

(وشاهد الصلاة) أي حاضرها ممن كان غافلًا عن وقتها، وقال ابن حجر: أي حاضر صلاة الجماعة المسببة عن الأذان (يكتب له) أي لشاهد الصلاة أو للمؤذن (خمس وعشرون صلاة) أي ثواب (٢) خمس وعشرين صلاة، ويؤيد الأول ما ورد في رواية: "تفضل صلاة الجماعة على صلاة الفذ بخمس وعشرين صلاة ويؤيد الثاني ما روي: "أن المؤذن يكتب له مثل أجر كل من صلى بأذانه".

ثم قال العلامة القاري: يحتمل أن يكون الضمير في "يكتب له" للشاهد، وهو أقرب لفظًا وسياقًا، أو للمؤذن وهو أنسب معنى وسباقًا.

(ويكفر عنه) أي الشاهد أو المؤذن (ما بينهما) أي ما بين الصلاتين اللتين شهدهما، أو ما بين أذان إلى أذان من الصغائر.


(١) "مرقاة المفاتيح" (٢/ ١٦٩).
(٢) سيأتي الكلام على الاختلاف بين روايتي خمس وعشرين وبين سبع وعشرين في "باب ما جاء في فضل المشي إلى الصلاة". (ش).

<<  <  ج: ص:  >  >>