للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(ح): وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الأَنْبَارِىُّ, حَدَّثَنَا وَكِيعٌ, عَنْ سُفْيَانَ جَمِيعًا, عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِى جُحَيْفَةَ, عَنْ أَبِيهِ قَالَ: "أَتَيْتُ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- بِمَكَّةَ, وَهُوَ فِى قُبَّةٍ حَمْرَاءَ مِنْ أَدَمٍ, فَخَرَجَ بِلَالٌ فَأَذَّنَ, فَكُنْتُ أَتَتَبَّعُ فَمَهُ هَا هُنَا وَهَا هُنَا, قَالَ: ثُمَّ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ (١) -صلى الله عليه وسلم- وَعَلَيْهِ

===

(ح: وثنا محمد بن سليمان الأنباري، ثنا وكيع) بن الجراح، (عن سفيان) الثوري (جميعًا) أي كلاهما، وهما قيس بن الربيع وسفيان الثوري جميعًا يرويان، (عن عون بن أبي جحيفة) مصغرًا، وهب بن عبد الله السوائي بضم المهملة، نسبة إلى بني سواءة بن عامر بن صعصعة، الكوفي، قال ابن معين وأبو حاتم والنسائي: ثقة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، مات سنة ١١٦ هـ.

(عن أبيه) هو أبو جحيفة (٢) وهب بن عبد الله، ويقال: ابن وهب السوائي، يقال له: وهب الخير، قيل: مات النبي - صلى الله عليه وسلم - قبل أن يبلغ الحلم، كان على شرطة علي، واستعمله على خمس المتاع، ويقال: إن عليًا هو سماه وهب الخير، مات سنة ٧٤ هـ.

(قال: أتيت النبي-صلي الله عليه وسلم- بمكة) لعله وقع مجيئه بمكة في حجة الوداع، أو زمن فتحها، (وهو) أي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (في قبة) هي من الخيام، بيت صغير مستدير، وهو من بيوت العرب (حمراء من أدم) أي جلد، (فخرج بلال) أي بفضل وَضوء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فمن نائل وناضح كما في "مسند أحمد"، (فأذن، فكنت أتتبع (٣) فمه) (٤) أي أعرف تحويل وجهه، أو أتبعه فعلًا أيضًا، فأحول وجهي يمينًا وشمالًا، كما يحول بلال وجهه (ههنا وههنا) أي يمينًا وشمالًا.

(قال) أي أبو جحيفة: (ثم خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) أي من قبة للصلاة (وعليه


(١) وفي نسخة: "النبي".
(٢) قدم على النبي - صلى الله عليه وسلم - في أواخر عمره "الإِصابة" (٦/ ٣٢٦). (ش).
(٣) ولفظ الترمذي برواية سفيان عن عون: "يدور ويتبع فاه ههنا وههنا"، وقوله: " يدور" مدرج، بسطه ابن رسلان. (ش).
(٤) بالميم لغة فيه، والأفصح رواية "الصحيحين" فاه بالألف. (ش).

<<  <  ج: ص:  >  >>