ثم قال الحافظ: وقد عرض ابن حبان بالبخاري لمجانبته حديث حماد بن سلمة حيث يقول: لم ينصف من عدل عن الاحتجاج به إلى الاحتجاج بفليح وعبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، قال البيهقي: هو أحد أئمة المسلمين إلَّا أنه لما كبر ساء حفظه، فلذا تركه البخاري، وأما مسلم فاجتهد فأخرج من حديثه عن ثابت ما سمع منه قبل تغيره، وما سوى حديثه عن ثابت لا يبلغ اثني عشر حديثًا أخرجها في الشواهد، مات سنة ١٦٧ هـ.
(أنا أبو التياح) بفتح المثناة والتحتانية الثقيلة، يزيد بن حميد الضبعي بضم المعجمة وفتح الموحدة، البصري، قال أحمد: ثقة ثبت، مات سنة ١٢٨ هـ.
(حدثني شيخ) وفي "مسند أحمد بن حنبل" عن أبي التياح قال: حدثني رجل أسود طويل، قال: جعل أبو التياح ينعته أنه قدم مع ابن عباس البصرة، فكتب إلى أبي موسى: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يمشي، فمال إلى دمث في جنب حائط فبال، ثم قال:"كان بنو إسرائيل إذا بال أحدهم فأصابه شيء من بوله يتبعه فقرضه بالمقاريض"، وقال:"إذا أراد أحدكم أن يبول فليرتد لبوله"، انتهى، فهذا شيخ مجهول (١) لا يعرف اسمه ولا صفته.
(قال) أي الشيخ: (لما قدم عبد الله بن عباس) بن عبد المطلب بن هاشم، أبو العباس، ابن عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أمه أم الفضل لبابة بنت الحارث الهلالية، ولد قبل الهجرة بثلاث، وبنو هاشم بالشعب حين حصرت قريش بني هاشم، وإنه كان له عند وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - ثلاث عشرة
(١) واختلف في قَبول روايته فقيل: يقبل مطلقًا، وقيل: لا مطلقًا، وقيل: فيه تفصيل، كذا في "التدريب" (١/ ٣١٦) (ش).