للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لَيْسَتْ بِهِمْ (١) عِلَّةٌ, فَأُحَرِّقُهَا عَلَيْهِمْ». قُلْتُ لِيَزِيدَ بْنِ الأَصَمِّ: يَا أَبَا عَوْفٍ, الْجُمُعَةَ عَنَى أَوْ غَيْرَهَا؟ قَالَ (٢): صُمَّتَا أُذُنَاىَ

===

وهذا دليل على أن المراد من القوم أعم من المؤمنين الذين لا يشهدون الصلاة والمنافقين (٣)، فإن المنافقين إذا كانوا مستورين في بيوتهم لا يراهم المؤمنون، فالظاهر أنهم لا يؤدون (٤) الصلاة، نعم أهل الكسل من المؤمنين الذين لا اعتناء لهم بالجماعة لا يشهدون الجماعة، بل يصلون في بيوتهم، فإذا ورد فيهم التهديد دخل فيه المنافقون بالأولى.

(ليست بهم علة) أي مرض أو عذر (فأحرقها) أي البيوت (عليهم، قلت) أي قال يزيد بن يزيد: قلت (٥) لشيخي (ليزيد بن الأصم: يا أبا عوف، الجمعة عَنَى) بتقدير حرف الاستفهام، أي هل أراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الجمعة (أو غيرها؟ ) أي أو أراد غير الجمعة من الصلوات (قال) أي يزيد بن الأصم مجيبًا له: (صُمَّتا) أي كفتا عن السماع (أذناي) بدأ بالدعاء على نفسه بصمم أذنيه لتأكيد أمر الجواب.

قال في "فتح الودود": وهذا على نهج {وَأَسَرُّوا النَّجْوَى}، ويحتمل أن يكون على لغة "أكلوني البراغيث"، قال الخفاجي: وهذه لغة لبعض العرب ليست شاذة ولا مستهجنة، انتهى، وتأول المفسرون في قوله تعالى بأن قوله تعالى:


(١) وفي نسخة: "لهم".
(٢) وفي نسخة: "فقال".
(٣) قال ابن رسلان: والظاهر أن المراد المنافقين في العمل, لأن المنافق لا يصلي في بيته بل في المسجد رياء. (ش).
(٤) بل المنافقون يصلون في المسجد إراءة، اللَّهُم، إلَّا أن يقال: معناه يدعون أنهم يصلون في البيوت. (ش).
(٥) ولعل منشأ السؤال أن معمرًا رواه عن جعفر عن يزيد بن الأصم كما أخرجه عبد الرزاق (١٩٨٦) والبيهقي (٣/ ٥٦) بلفظ الجمعة، وأخرجه الترمذي (٢١٧) ومسلم (٦٥١) وغيرهما من طريق وكيع عن جعفر بإبهام الصلاة. "ابن رسلان"، وذكر العيني من روى بلفظ الجمعة، وقال: أراد به الجماعة، [انظر: "عمدة القاري" (٤/ ٢٢٤)] (ش).

<<  <  ج: ص:  >  >>