للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لَمْ يَخْطُ خَطْوَةً إِلَاّ رُفِعَ لَهُ (١) بِهَا دَرَجَةٌ, وَحُطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةٌ, حَتَّى يَدْخُلَ الْمَسْجِدَ, فَإِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ كَانَ فِى صَلَاةٍ مَا كَانَتِ الصَّلَاةُ هِىَ تَحْبِسُهُ, وَالْمَلَائِكَةُ (٢) يُصَلُّونَ عَلَى أَحَدِكُمْ مَا دَامَ فِى مَجْلِسِهِ الَّذِى صَلَّى فِيهِ, يَقُولُونَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ, اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ, اللَّهُمَّ تُبْ عَلَيْهِ مَا لَمْ يُؤْذِ فِيهِ أَوْ يُحْدِثْ فِيهِ». [خ ٦٤٧، م ٦٤٩، ت ٢١٦، جه ٧٨٦، ق ٣/ ١٧١]

===

أي قصد الصلاة بجماعة لا شغل آخر (لم يخط) بفتح أوله وضم الطاء (خطوة) بضم أوله (٣)، ويجوز الفتح (إلَّا رفع له بها درجة (٤)، وحط بها (٥) عنه خطيئة) أي إذا كان عليه سيئات (حتى يدخل المسجد، فإذا دخل المسجد كان في صلاة) أي كأنه مشغول في صلاة وإن كان في انتظار الصلاة (ما كانت الصلاة هي) أي الصلاة (تحبسه) أي تمنعه من الخروج عن المسجد، و"ما" بمعنى مادام.

(والملائكة يصلون على أحدكم ما دام في مجلسه الذي صلَّى فيه يقولون: اللَّهُم اغفر له، اللَّهُم ارحمه، اللَّهُم تب عليه)، والمعنى: لا تزال الملائكة داعين له ما دام في مصلاه أو منتظرًا للصلاة (ما لم يؤذ فيه) أي أحدًا من المسلمين بلسانه أو بيده (أو يحدث فيه) أي حدثًا حقيقيًا أي ما لم يبطل وضوءه.

قال ابن المهلب: معناه أن الحدث في المسجد خطيئة يحرم بها المحدث استغفار الملائكة ودعاءهم، وقيل: إخراج الريح من الدبر لا يحرم لكن أولى


(١) وفي نسخة: "رفع الله بها درجة".
(٢) وفي نسخة: "فالملائكة".
(٣) به ضبطه القرطبي، وضبطه ابن التين بالفتح، "ابن رسلان". (ش).
(٤) درجة حسية في الجنة أو معنوية. "ابن رسلان". (ش).
(٥) قيل: يحصل بكل خطوة شيئان، وقيل: الواو بمعنى أو. "ابن رسلان" (ش).

<<  <  ج: ص:  >  >>