للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٦٦١ - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ, حَدَّثَنَا حَمَّادٌ, عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ يَقُولُ: كَانَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- (١) يُسَوِّينَا فِى الصُّفُوفِ كَمَا يُقَوَّمُ الْقِدْحُ (٢) , حَتَّى إِذَا ظَنَّ أَنْ (٣) قَدْ أَخَذْنَا ذَلِكَ عَنْهُ وَفَقِهْنَا (٤) أَقْبَلَ ذَاتَ يَوْمٍ بِوَجْهِهِ إِذَا رَجُلٌ مُنْتَبِذٌ بِصَدْرِهِ فَقَالَ: «لَتُسَوُّنَّ صُفُوفَكُمْ أَوْ لَيُخَالِفَنَّ اللَّهُ بَيْنَ وُجُوهِكُمْ». [خ ٧١٧، م ٤٣٨، ت ٢٢٧، ن ٨١٠، جه ٩٩٤، حم ٤/ ٢٧٦]

===

٦٦١ - (حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، عن سماك بن حرب قال: سمعت النعمان بن بشير يقول) أي النعمان: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يسوينا في الصفوف كما يُقوَّم) أي يُسوَّى (القدح) وهو خشب السهم إذا بَرَى وأصلح قبل أن يركب فيه النصل والريش، (حتى إذا ظن أن قد أخذنا) أي تعلمنا (ذلك) أي تسوية الصفوف (عنه وفقهنا) أي فهمنا ذلك منه (أقبل) أي التفت إلينا (ذات يوم بوجهه إذا رجل منتبذ بصدره) أي متفرد بتقديم صدره وإخراجه من مساواة الصف، (فقال) أي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم).

قال النووي (٥): قيل: معناه يمسخها ويحولها عن صورها لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "يجعل الله تعالى صورته صورة حمار"، وقيل: يغير صفاتها، والأظهر - والله أعلم- أن معناه: يوقع بينكم العداوة والبغضاء واختلات القلوب، كما يقال: تغير وجه فلان عليَّ، أي ظهر لي من وجهه كراهة لي وتغير قلبه عليَّ, لأن مخالفتهم في الصفوف مخالفة في ظواهرهم، واختلاف الظواهر سبب لاختلاف البواطن، انتهى.


(١) وفي نسخة: "رسول الله".
(٢) وفي نسخة: "القداح".
(٣) وفي نسخة: "أنا".
(٤) وفي نسخة: "صففنا".
(٥) "شرح صحيح مسلم" (٢/ ٣٩٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>